وكالة زيتون -متابعات
اتهمت منظمة “هيومن رايتس ووتش”، أمس الخميس، السلطات اللبنانية بإجراءات وصفتها بـ”التمييزية” بحقّ اللاجئين السوريين، وذلك في إطار جهودها في مواجهة وباء كورونا.
وقالت المنظمة الحقوقية، إن “21 بلدية لبنانيّة على الأقل، فرضت قيوداً تمييزية على اللاجئين السوريين لا تُطبق على السكان اللبنانيّين، كجزء من جهودها لمكافحة فيروس” ورأت المنظمة أنّ ذلك “يقوّض الاستجابة لأزمة الصحة العامة في البلاد”.
وأشارت المنظمة، إلى أنّ لاجئين سوريين أعربوا “عن قلقهم إزاء قدرتهم على الحصول على الرعاية الصحية، ونقص المعلومات عن كيفية حماية أنفسهم من العدوى”.
وأعطت المنظمة مثالا على ذلك “بلدية بريتال” (بعلبك/بقاع لبنان)، والتي قالت إنها سمحت للسوريين بالتجوّل “بين الساعة 9.00 صباحا (07.00 ت.غ) و13.00 ظهرًا (11.00 ت.غ) فقط”، مهدّدة بأن المخالفين “قد يواجهون إجراءات قانونية وقد تتم مصادرة وثائقهم الثبوتية”.
ووفق البيان نفسه، فرضت بلدية منطقة كفرحبو (شمالي لبنان) حظرا للتجوال على اللاجئين السوريين من الساعة 15.00 بعد الظهر وحتى 7.00 صباحا، فيما منعت بلدية دار بعشتار (شمال) “السوريين من مغادرة منازلهم أو استقبال زائرين بدون أي استثناء”.
ونقل البيان عن الباحثة بالمنظمة نادية هاردمان، قولها إن “الفيروس لا يميز ويتطلب الحد من انتشاره وتأثيره في لبنان ضمان تُمكن الجميع من الوصول إلى مراكز الاختبار والعلاج”.
وأوضحت المنظمة أن “18 بلديّة على الأقل في منطقة البقاع حيث يعيش ثلث اللاجئين السوريين، فرضت قيودا غير حظر التجوّل استهدفت اللاجئين فقط”، حيث طلبت بلديّة منطقة برّ الياس (بقاع لبنان) “تحديد شخص لشراء وتوفير الحاجات الأساسيّة للمخيمات غير الرسميّة فيها”.
ودعت المنظمة الحكومة، البلديات اللبنانية إلى “إبلاغ اللاجئين السوريين بوضوح بأنهم قادرون على الحصول على الرعاية الصحيّة بدون أي عقاب، في حال شعروا بأيّ عوارض تشبه عوارض فيروس كورونا المستجد، حتى لو لم تكن لديهم إقامة صالحة أو أي وثائق أخرى”.
يذكر ان الأحوال المعيشية الصعبة والظروف القاسية أبرز ما يواجهه اللاجئون السوريون في لبنان حسبما أظهرت دراسة أجرتها الأمم المتحدة سابقا والتي أكدت أن أكثر من نصف اللاجئين السوريين في لبنان يعيشون تحت خط الفقر وأصبحوا أكثر ضعفا من أي وقت مضى ، مشيرة إلى أن 58% من الأسر تعيش في فقر مدقع.
وأعلنت وزارة الصحّة اللبنانية يوم أمس ارتفاع عدد المصابين بالفيروس إلى 494، منهم 37 حالات شفاء و16 وفيات.