وكالة زيتون – متابعات
فجر معهد “بروكين” الأمريكي للدراسات، يوم أمس الاربعاء، في تقريراً له عن مفاجأة بشأن مستقبل الوجود الروسي في سوريا، بالتزامن مع الأزمات الاقتصادية التي تعيشها روسيا جراء انتشار فيروس الكورونا وانهيار أسواق النفط.
وقالت دارسة المعهد الامريكي، إن احتمال الانسحاب الروسي من سوريا يحظى بموافقة أغلبية الجهمور في روسيا بعد التعثر والكلفة المادية المرهقة للإقتصاد الروسي.
وأضافت الدراسة، أن الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين” يواجه أزمة لا يمكن فهمها، حيث إن سلطته تتأثر، بعد تضاعف الأزمات الاقتصادية جراء انتشار فيروس الكورونا وانهيار أسواق النفط في العالم حيث يعتمد الإقتصاد الروسي بأكثر من 50% على إيرادات بيع النفط والغاز.
وأكدت الدراسة، إنه وفي مواجهة هذا التدهور يمكن أن يأمر بوتين بانسحاب القوات الروسية من سوريا بشكل حقيقي بالرغم من أن ذلك يكون تراجعاً جيوسياسياً كبيراً لكنه قد يحظى بموافقة الجمهور في روسيا حيث أصبحت المواقف متوترة بشأن التدخل المكلف والمتعثر.
وأشارت الدراسة، إلى عقلانية الرئيس “فلاديمير بوتين” بشأن الاتفاق الروسي الموقع مع تركيا بشأن وقف إطلاق النار في محافظة إدلب مؤخرا، مشيرا إلى بقاء الأعمال العدائية تحت السيطرة،حيث قام وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو برحلة إلى دمشق متحدياً مخاطر فيروس “كورونا” لإجبار نظام الأسد بضرورة الالتزام بشروط الاتفاق مع تركيا حول إدلب.
واستبعد التقرير، فكرة شن هجوم جديد في الوقت الحالي على إدلب، حيث يضطر نظام الأسد إلى تسريح العديد من المجندين بسبب كورونا، مؤكدا أن النصر الذي حققه نظام اﻷسد على وشك أن يتحول بسرعة إلى فوضى بنفس الطريقة التي انهار بها الاستقرار النسبي في لبنان.
وحول الدور الايراني في سوريا قال التقرير أن إيران هي من بين الدول الأكثر تضرراً من فيروس كورونا المنتشر فيها وقد جفت عائداتها النفطية وتفاقمت أزمتها الاقتصادية بسبب العقوبات الأمريكية، ولا يمكن لإيران بأي شكل أن تستمر في الاستثمار في الحشد العسكري كما فعلت منذ سنوات، ولا تستطيع روسيا توفير الموارد الكافية لضمان استقرار نظام الأسد.
وكانت روسيا تدخلت في أيلول عام 2015 وشنت أولى غاراتها دعماً لنظام الأسد ضد الشعب السوري، ومنذ ذلك الحين ارتكبت مئات المجازر ودمرت عشرات القرى والبلدات، كما وفرت الغطاء الجوي للميليشيات الإيرانية للتقدم على الأرض تمهيداً لتهجير ملايين السوريين، فضلاً عن مشاركتها في استخدام المواد الكيميائية والأسلحة المحرمة دولياً.
وشن الإعلام الروسي الرسمي وعلى رأسها “وكالة الأنباء الفيدرالية” الروسية الرسمية خلال الأسابيع الماضية هجوما لاذعا على رأس النظام بشار الأسد، من خلال سلسلة تقارير اتهمته فيها بـ”الضعف” و”الفساد”، يأتي ذلك بالتزامن مع سربت صحيفة روسية خبرا عن شراء بشار الأسد لوحة فنية بقيمة 30 مليون دولار في الوقت الذي يعيش فيه الشعب فقرا مدقعا.