وكالة زيتون – متابعات
وجه طبيب سوري، معتقل سابقاً، رسالة إلى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”، عبر مواقع التواصل الروسية الرسمية، داعياً له باستخدام نفوذه من أجل الضغط على الرئيس السوري “بشار الأسد” لإطلاق سراح المعتقلين تعسفياً في مراكز الاعتقال الرسمية وغير الرسمية، بالتزامن مع انتشار فيروس كورونا.
وقال الطبيب ” محمد أبو هلال” (44 عاماً) في رسالته التي رصدتها “وكالة زيتون الإعلامية”،”بيني وبين بشار الأسد أمر مشترك، هو أننا كلانا طبيبان، أي من المفترض أننا نعلم جيداً ما يمكن أن يؤدي إليه انتشار فيروس كورونا داخل المعتقلات، لكن هناك فرق كبير بيننا، هو أنني اخترت الوقوف الى جانب الشعب، وأدعوك إلى الوقوف أيضا بجانب الشعب، لأنك تملك القدرة على صنع فرق”.
وحذّر”د.محمد” من، أن تتحول الجائحة إلى “حكم إعدام” إضافي بحق عشرات آلاف المعتقلين والمخفيّين قسراً، مشيراً إلى، أنها لن تطال المسجونين فقط، إنما الحراس أيضاً، ما يؤشر إلى إمكانية حدوث انتشار أوسع داخل المجتمع السوري، أي إن الوضع سؤدي إلى تفاقم الأزمات الصحية والاقتصادية والأمنية التي يرزح تحتها الشعب السوري.
ووصف “د.أبو هلال”، في رسالته، ظروف الاعتقال المأساوية واللاإنسانية في الأفرع الأمنية التابعة لنظام الأسد، حيث تعرض لجميع أنواع التعذيب الجسدي منها والنفسي بعدة مراكز اعتقال، كما كان شاهد عيان على تعذيب رفقاء له، وسجن في المنفردات والجماعيات طيلة فترة اعتقاله، حيث اعتقل “أبو هلال” من عيادته الخاصة في ريف دمشق في الشهر التابع من عام2011، أي بعد اندلاع الثورة السورية بـ 6 أشهر، وهذا فقط بسبب موقفه الإنساني خلال الثورة السورية، عندما عمل في المشافي الميدانية التي عملت على مداواة ومعاينة جروح الناشطين والمتظاهرين السلميين والأفراد الذين استهدفهم نظام الأسد.
وختم رسالته، مطالباً، بالإفراج الفوري وغير المشروط عن المعتقلين تعسفاً، وبالإفراج المبكر عن المعتقلين المعرضين للخطر من فيروس كورونا، من بينهم كبار السن والأشخاص الذين يعانون من حالات صحية صعبة.
الرسالة هي الأولى من نوعها التي تصدر عن معتقل سوري سابق وخبير صحي وتكون موجهة مباشرةً إلى الرئيس بوتين، واغتنم “د.أبو هلال” الفرصة ليدعو الرئيس الروسي إلى “عدم التغاضي عن الكارثة التي تتهدد المعتقلين في ظل تفشي كورونا”، ما أثار أيضاً انتباه منظمة العفو الدولية” أمنستي” التي غردت حول الرسالة، في “تويتر”.
والمعتقل هو طبيب سوري متخصص في الطب النفسي يدعى محمد أبو هلال (44 عاماً)، والذي شارك في الثورة السورية العام 2011 واعتقل بسبب ذلك، وأثارت رسالته تغطية في وسائل الإعلام الروسية، بما في ذلك صحيفة “نوفايا غازيتا” التي رصدت في السادس من الشهر الجاري، مطالب الطبيب، وقضية المعتقلين في السجون السورية، والدور الروسي في هذا الإطار.
الجدير بالذكر، أن د.أبو هلال”، متزوج وأب لثلاث فتيات وفتى واحد حينما كان في المعتقل، وبعد الإفراج المشروط عنه، كان عليه المثول أمام المحكمة، غير أنه نجح في الهروب إلى الأردن، ومنذ ذلك الوقت، يلتزم أبو هلال بقسم الطبيب الذي التزم به ويستمر بتقديم الدعم الطبي والنفسي، عن بعد، للمدنيين في الداخل السوري، وللاجئين في الدول المحيطة.
رابط الرسالة التي ارسلها الطبيب ” محمد ابو هلال” الى الرئيس الروسي “فلاديمير بوتين”
