وكالة زيتون – متابعات
كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، يوم أمس الاثنين، في تقرير لها أن رأس النظام في سوريا بشار الأسد لايملك حلول ويقف عاجزاً أمام الإنهيار الاقتصادي في سوريا، والذي تسبب باندلاع احتجاجات في عموم البلاد وشرخاً داخل العائلة الحاكمة.
وقالت الصحيفة في تقريرها، إن رأس النظام في سوريا بشار الأسد غير قادر على مواجهة التهديدات الجديدة بالاعتماد على حلفائه، كما حصل في المعارك العسكرية والحروب التي اجتازها بمساعدتهم على حساب معارضيه، لاسيما مع اقتراب تطبيق قانون العقوبات الأمريكية “قيصر” والذي من شأنه أن يجعل الأمور أسوأ”.
وأكد “داني مكي” المحلل السوري في “معهد الشرق الأوسط”، أن مشكلة الأسد أنه ليس لديه حل، وأن الأزمة الشديدة ستضعه أمام خيارين، إما أن يقدم تنازلات للأمريكيين أو أن يتحمل الانهيار الاقتصادي”.
وأضاف “مكي”، أن “الروس والإيرانيين وحلفاء الأسد، لن يدفعوا الأموال لسوريا، وهم يريدون فقط عائد استثمارهم”، مشيرة إلى أن عزل الأسد، رئيس حكومته، عماد خميس، علامة على اضطراب نظام الأسد ، ومحاولة لتخفيف اللوم عنه بسبب الأزمة الاقتصادية.
وأردف التقرير، أن نظام الأسد لجأ إلى اعتقال كل من انتقد الفساد وتدهور الوضع الاقتصادي على وسائل التواصل الاجتماعي، خشية تذمر المواطنين وتأجيج الاحتجاجات في مناطق سيطرته الهادئة.
وقال رجل موالي لنظام الأسد ينتمي للطائفة العلوية الحاكمة في سوريا إن انهيار الليرة جعل رواتبهم لا قيمة لها عمليا ، حيث يكسب ضباط قوات الأسد ما يقل عن 50 دولارًا في الشهر ويكسب الجنود أقل من ثلث ذلك.
وأضاف الرجل الموالي لنظام الأسد، والذي تحدث شريطة عدم الكشف عن اسمه لتجنب الاعتقال: “لقد ضحينا بعشرات الآلاف من أبنائنا ورجالنا للدفاع عن سوريا الموحدة والقوية والعيش بكرامة”. على الرئيس الأسد أن يجد حلاً أو يرحل”.
وتابعت الصحفية تقريرها، أن انخفاض الليرة السورية الأسبوع الماضي إلى 3500 دولار في السوق السوداء ،أدى إلى تدمير القدرة الشرائية لموظفي الحكومة.
وقد تضاعفت أسعار المواد الغذائية المستوردة مثل السكر والبن والدقيق والأرز مرتين أو ثلاث مرات في بلد يعيش فيه اكثر من 83% تحت خط الفقر حسب إحصائيات الأمم المتحدة.
ورأت الصحفية في تقريرها، أن معاناة نظام الأسد للحصول على المال، دفعه إلى ممارسة ضغوط على رجال الأعمال الأثرياء للمساهمة في تمويل خزينة الدولة، مستشهدت بما قاله رئيس الأمن اللبناني السابق، جميل السيد، من أن نظام الأسد ضغط على كبار رجال الأعمال في سوريا من أجل تمويل رواتب الموظفين والخدمات الحكومية.
وأشارت الصحيفة إلى أن “معظم رجال الأعمال وافقوا بهدوء على الدفع، باستثناء أكبر أقطاب الاقتصاد السوري، وابن خال رأس النظام في سوريا بشار الأسد “رامي مخلوف”، الذي رفض طلب الحكومة، ما خلق انقساماً داخل الطائفة العلوية الحاكمة في سوريا.
وختمت الصحيفة تقريرها ، بشهادة للمحلل السوري في مركز “كارنيغي” للشرق الأوسط، خضر خضور، اعتبر فيها أن سوريا مخاطرة كبيرة لمن يريد استثمار أمواله، نظراً للوضع الاقتصادي الراهن والمتوقع خلال الأسابيع القادمة، بعد دخول “قانون قيصر” حيز التنفيذ.
وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد تدهورًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في ظل انهيار كامل لليرة السورية بعدما وصلت سعر صرف الدولار 3200 ليرة للدولار الواحد و ذلك قبل ساعات من تطبيق قانون العقوبات الأمريكي قيصر.