وكالة زيتون – خاص
رد الائتلاف الوطني على بيان منسقي مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية فيما يتعلق بعبور الطلاب في سورية لأداء امتحاناتهم في مناطق النظام.
وقال الائتلاف في تصريح صحفي، أن لغة بيان الأمم المتحدة ومواقفه بدت مسيئة وغير متوازنة وقد مثّل في مجمله صدمة للمتابعين والمختصين السوريين.
وأضاف، يوحي البيان بأن المؤسسات الأممية تحولت إلى أبواق وأجهزة دعاية للطاغية، وباتت أداة من أدوات المجرم يوظفها في حربه على الشعب السوري، وقد عجز البيان في كل فقراته، سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، عن التحلي بأي قدر من الحياء تجاه دماء مئات آلاف الشهداء أو أن يتعاطف مع معاناة الملايين الذين تعرضوا لجرائم النظام طوال سنوات وخسروا ماضيهم وحاضرهم ويوشكون على خسارة مستقبلهم، ذاكرا أنه ذات النظام الذي دمّر أكثر من 500 مدرسة، وهجّر آلاف المدرسين ومئات آلاف الطلاب، واعتقل منهم عشرات الآلاف، وقتل الآلاف تحت التعذيب.
وأردف تصريح الائتلاف أن لغة البيان، وهو صادر عن مؤسسة رصينة تابعة للأمم المتحدة، تتورط في صناعة صورة مزيفة لعصابة مؤلفة من خليط من المافيا والمنظمات الإرهابية التي تقتات على بؤس السوريين، وتقدمها كدولة وكحكومة تسهر على صون حقوق الإنسان، وتوشك أن تكون لاعباً أساسياً في تعويم أخطر مجرم عرفه العصر الحديث.
وأكد أن تقارير وتحقيقات كثيرة للأمم المتحدة أكدت مرة بعد مرة أن النظام يعمل على توظيف المنظمات الأممية بكل الوسائل الممكنة، ويستخدمها كما يستخدم المساعدات الإنسانية التي يسرقها لدعم الشبيحة والأجهزة التابعة له، وها هي المنظمة تسقط في فخ المجرم وتعجز عن اتخاذ موقف متوازن من قضية في غاية الوضوح.
وطالب الائتلاف مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية بالاعتذار من الشعب السوري ومن أرواح آلاف الطلاب الذين استشهدوا جراء قصف جوي استهدف مدارسهم ومعاهدهم وجامعاتهم أو منازلهم فيما كانت المنظمة الدولية تكتفي بالتعبير عن قلقها تجاه ما يحصل.
وكان مكتب الأمم المتحدة ناشد في بيان مشترك أصدره كل من منسق الأمم المتحدة المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا، السيد عمران رضا، ومنسق الأمم المتحدة الإقليمي للشؤون الإنسانية للأزمة السورية، السيد كيفين كينيدي الأطراف بالشمال المحرر لتيسير عبور الطلاب نحو مناطق النظام.
وجاء نص البيان، من المتوقع أن يسافر نحو 23 ألف طالب، ومعظمهم من الشمال الشرقي وأيضا من شمال غرب سوريا، عبر خطوط التماس نحو مناطق النظام في سوريا، وسوف ينضمون لما يقارب 250 ألف طالب في كافة أنحاء البلد من الذين سيخضعون للامتحانات الوطنية المقرر أن تبدأ في 21 حزيران/يونيو.
وأضاف البيان، تم منع عشرات الطلاب من عبور نقاط تفتيش في إدلب وحلب، وأشار البيان إلى التقارير التي تفيد بقيام المجموعات المسلحة بمنع عشرات الطلاب، في حادثين منفصلين على الأقل، من العبور الآمن عبر نقاط التفتيش في محافظتي إدلب وحلب أثناء توجههم إلى مراكز الامتحانات.
وزاد البيان، يواجه الأطفال في سوريا، وفقا للمسؤولين الأمميين، حزمة من التحديات للبقاء في المدرسة، بما في ذلك النزوح والأعمال العدائية المستمرة وانتشار الفقر.
وتزداد هذه التحديات حدة خلال جائحة كوفـيد-19، التي أدت إلى تعطل متزايد للوصول إلى التعليم الأساسي.
وأردف، تؤكد الأمم المتحدة أن للأطفال في سوريا، أينما يعيشون، الحق في إنهاء وإكمال تعليمهم، بما في ذلك من خلال الامتحانات الوطنية. وناشدت الأطراف كافة تيسير ودعم وصول الطلاب إلى الامتحانات؛ والتي تعد مرحلة محورية وتحولية في حياة أي طفل.
وشدد المسؤولان الأمميان في ختام البيان على أن أي تدخل في التعليم، الذي هو حق لهم، يعتبر أمرا غير مقبول، وكما كان الأمر في السنوات السابقة، أكدت الأمم المتحدة في سوريا، بما في ذلك منظمة اليونيسف وشركاء قطاع التعليم، أنها تدعم بيئة آمنة لجميع الطلاب الذين يجرون الامتحانات الوطنية في كافة أنحاء البلاد. وهذا يشمل دعم إعداد أماكن إقامة وفحص آمنة وإجراءات مناسبة للتخفيف من احتمال انتقال كوفيد-19.