تركيا - غازي عنتاب

موقع فرنسي يكشف عن شهادات مدنيين من داخل مناطق سيطرة الأسد

نظام الأسد بشار الأسد

وكالة زيتون – متابعات

كشف موقع “ميديا بارت” الفرنسي، يوم أمس الجمعة، في تقرير له أن بوادر الغضب الشعبي في مناطق سيطرة نظام الأسد كانت جلية منذ نهاية فبراير/شباط الماضي، حيث التقى الموقع مع بعض المدنيين في مناطق سيطرة نظام الأسد، في إشارة إلى استمرار الثورة حتى إسقاط الأسد.

وبحسب الموقع، فقد شهدت السويداء التي انطلقت منها المظاهرات قبل أن تنتقل عدواها لمناطق أخرى منذ 2011 عدة مظاهرات شعبية، لكن نظام الأسد الذي يصور نفسه “حاميا للأقليات”، لم يقمعها بالدم.

وقد رُفِعت خلال الاحتجاجات الأخيرة شعارات مطالبة بتنحي الأسد، ومندّدة بالوجود الروسي والإيراني داخل بلد يعاني أزمة اقتصادية خانقة، حيث ارتفعت بشكل مضطرد أسعار الأغذية والمحروقات، وضاعفت من حدة الأزمة تداعيات جائحة كورونا وما تمر به لبنان المجاورة من ضائقة اقتصادية مماثلة.

وكما انهارت قيمة العملة السورية في أوائل يونيو/حزيران الجاري إلى حوالي 1500 ليرة مقابل الدولار، قبل أن تشهد انخفاضا تاريخيا وصل إلى أكثر من 2500 ليرة للدولار الواحد.

ويقول أحد من تحدثوا للموقع الفرنسي والذين امتنعوا عن ذكر هوياتهم لاعتبارات أمنية في دمشق، “لا وقود ولا كهرباء ولا غاز إننا نعاني من نقص حاد في المواد الأساسية وقد تضاعفت الأسعار 10 مرات، الأزمة في لبنان تؤثر علينا كذلك بشكل مباشر وتؤثر على تدفق المساعدات الإنسانية”.

ويضيف، “بسبب كورونا والحرب وتهاوي سعر الليرة، لا حركة تجارية تذكر، الكل متوقف، وإذا تحدثنا عبر الواتساب عن عملة بديلة أو استخدمناها، فنحن مهددون بالحبس 7 سنوات مع الأشغال الشاقة منذ صدور مرسوم جديد من الأسد يجرم التحدث بلغة او اسم الدولار اوغيره من العملات الأجنبية.

ويقول متحدث آخر، في أحد أحياء دمشق بمناطق سيطرة نظام الأسد، “الوضع تدهور مع بداية هذا العام، لم يعد لدينا طعام نأكله ولا كهرباء، ولم يعد بإمكاننا الوصول إلى علاج إذا مرضنا، والاشتباكات مستمرة، لم نشهد مثل هذا الوضع منذ بداية الحرب، نحن نعاني والأطفال لا يمكنهم الدراسة، وهناك الحصار، الشعب هو من يعاني ويموت وليس نظام الأسد.

ويؤكد أحد النشطاء، أن ما زاد من قساوة الوضع هو، “الاستيلاء على المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات، من قبل جمعيات أهلية موالية للأسد ومكلفة بتوزيعها”.

ويضيف المتحدث، “ينتهي الأمر أحيانا بهذه المساعدات في البيع على رفوف المحلات وهي تحمل شعار الأمم المتحدة، كما أن إيران وروسيا تستولي على جزء كبير من هذه الموارد”.

ومع تفشي عدوى كورونا، تحدثت الأمم المتحدة عن “وضع غير إنساني” يعيشه السوريون، حيث يؤكد ناشط آخر في مناطق سيطرة النظام لموقع “ميديا بارت” أن “80% من سكان سوريا يعيشون تحت خط الفقر، جوعى ومرضى، هناك تزايد ملحوظ للوفيات جراء السرطان والأزمات القلبية جراء الضغط والصدمات النفسية”.

وفي الغوطة الشرقية التي تحولت إلى حقل أنقاض، بعد أن كانت أحد آخر المعاقل التي صمدت في وجه ضربات نظام الأسد، يبقى المشهد أكثر مأساوية، بحسب ترجمة موقع الجزيرة.

وأكد أحد سكان المنطقة للموقع، أن “آلاف المدنيين سقطوا بسبب براميل النظام، وبعد أن قرر المدنيون الذين فروا من المنطقة خلال الحرب العودة إلى منازلهم، لم تعد تصلنا أي منظمة إغاثية”.

وفي المدينة الصناعية القديمة التي لا تزال تحت سيطرة عسكرية، لم تتبق سوى أبراج قليلة مدمرة تحيط بأرض قاحلة وموحلة، تحولت إلى “قبر جماعي يضم مئات الجثث المدفونة تحت الأرض”، بحسب شهادة مدنيين في المنطقة.

وحاول ما يقرب من نصف السكان العودة إلى مدينتهم التي نسفها النظام ، وتؤكد إحدى ساكنات الحي بألم أن “الظروف صعبة والذكريات مؤلمة، رأينا عائلاتنا تحترق في أفران المصانع، ونساء تغتصب، أدى وصول الإرهابيين إلى مذابح من جميع الطوائف، 200 شخص في اليوم الأول فقط”.

وتضيف المتحدثة، “لا يزال الناجون يعانون من صدمة شديدة، ولا يسمح النظام بتقديم المساعدات الإنسانية لهم، منذ أكثر من عام، كانت هناك فقط مساعدات غذائية محدودة جدا وصلت من الهلال الأحمر”.

الجدير بالذكر، أن السابع مع يونيو/حزيران الجاري، اندلعت مظاهرات في مناطق سورية تحت سيطرة نظام الأسد ، منها محافظة السويداء ذات الغالبية الدرزية، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية الذي زاد من وطأته انهيار سعر الليرة، وللمطالبة بإسقاط نظام الأسد.

وتشهد مناطق سيطرة نظام الأسد تدهورًا كبيرًا في الأوضاع المعيشية وانتشار الفقر والبطالة وارتفاع أسعار المواد الغذائية بشكل كبير في ظل انهيار كامل لليرة السورية، الأمر الذي أوجد حالة من اليأس والإحباط بين سكان المناطق الخاضعة لسيطرة حكومة الأسد، مع عجز تام في القدرة الشرائية في مناطقه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا