تركيا - غازي عنتاب

معارض من الطائفة العلوية يكشف فحوى اجتماعاته مع روسيا وتهديدات الأسد ضده

معارض علوي الطائفة العلوية

وكالة زيتون – متابعات
ترددت أصداء الاجتماع الذي عقدته الإدارة الروسية، مع معارضين لنظام الأسد ينحدرون من الطائفة العلوية، الشهر الماضي، في أروقة الإعلام المحلي والعربي، خاصة بعدما تلقى ممثل الشخصيات العلوية، تهديدات تمسّه مباشرة، من قبل شخصيات محسوبة على النظام السوري.

وكشف المعارض الشيخ عيسى إبراهيم، في تصريحات لـ”العربية.نت”، أمس الأربعاء، أن ثمة معلومات لديه، بأن النظام نفسه، هو الذي أوعز بالهجوم عليه وعلى المعارضين العلويين وكان إبراهيم قد اتُّهم بعد لقائه والروس، بـ”تنفيذ مشروع تقسيم الصف العلوي” بحسب تصريحات لمدير ما يعرف بالمجمع العلوي على الإنترنت، الدكتور أحمد أديب الأحمد، أستاذ الاقتصاد في جامعة “تشرين” التابعة لحكومة الأسد،

ما غايات موسكو
وأضاف إبراهيم لـ”العربية.نت” إنه لا يستطيع الجزم بدوافع وغايات موسكو، بذلك اللقاء، إلا أنه عبّر عن قناعته بأن روسيا تهدف من تلك اللقاءات، لزيادة مساحة المشهد السوري، وتوسيع زاوية رؤيتها له، وبناء تصورات وحلول لمسائل دستورية أو سياسية أو قانونية.

وبسؤال للمعارض السوري المقيم في “النرويج” عن فحوى ما طرحه مع الروس، في الاجتماع الذي أثار قلق النظام السوري على نحو واسع، فذكر بأن من أهم ما طرحه معهم، جوهر حل مستدام للأزمة السورية، يتمثل بعقد اجتماعي يأخذ بعين الاعتبار، التنوع القومي والديني والسياسي في البلاد، معتبراً أن المدخل لهذا الحل “المستدام” بوصفه، لا يكون إلا بمحاكمة مجرمي الحرب ومن أي طرف كانوا، كما قال طارحاً رؤيته للروس.

الأسد ليس ممثلا لسوريا
وأشار إبراهيم ” بأن التصور الذي خُوِّل بنقله للجانب الروسي، عبّر عن أن نظام بشار الأسد، ليس “نظاماً علويا طائفياً” بل هو عبارة عن “طغمة متنوعة تحتل السلطة والدولة، وتنوعها لا يعطيها صفة العلمانية” مؤكداً أن نظام الأسد عبارة عن “طغمة تستخدم كل العصبيات الفئوية لتحقيق أغراض سياسية على قاعدة الولاء من عدمه” وتبعاً لذلك، بحسب إبراهيم، فإن النظام السوري “طرف في الكارثة السورية، وليس ممثلا للدولة السورية، على الأقل ابتداء من العام 2011”.

وطرح إبراهيم مع الروس، تصور فريقه السياسي المعارض للحل، بأنه يبدأ بتطبيق بنود القرار الأممي 2254، على أن يكون مستقبل مفهوم الدولة قائما “على أساس دولة لا مركزية” على أن يترك “للشعب السوري تحديد نسبة اللامركزية فيها” مع رفض “مبدأ المحاصصة الدينية والسياسية”.

عائلة الأسد “مافيا”
ووصف إبراهيم حكم الأسد بالمافيا، وأنه دفع بالسوريين للموت، من أجل بقائه على كرسي تلك المافيا التي “احتلت السلطة وسرقت الدولة” وأكد أن أبناء الطائفة العلوية التي ينحدر منها الأسد، هي “على خلاف التنميط السائد” ففيها “موالون للأسد وفيها معارضون له” وأكّد من ناحية أخرى، أن غالبية كبيرة من العلويين، ترى أن بشار الأسد “سبب رئيس للكارثة السورية” وأن رحيل الأسد، “ضرورة” لحل الأزمة والخلاص من تبعات تلك الكارثة، خاصة في ظل الأنباء عن “ثروات بشار الأسد وثروات ابن خاله رامي مخلوف” في الفترة الأخيرة.

وأكد إبراهيم أن بشار الأسد “لن يترك السلطة، وفي سوريا حجَر على حجر!” كما قال مؤكداً أن الأسد مستعد حتى “لاستيراد شعب آخر” غير الشعب السوري، وهو مستعد “لبيع سوريا بالكامل ولأي قوة خارجية على أمل البقاء في السلطة” كونه يعتبر أن البلاد تركة ورثها عن أبيه، رئيس سوريا السابق، حافظ الأسد.

ولفت في هذا السياق، إلى أن الروس والإيرانيين، يدركون هذا الجانب عند الأسد، فأخذوا “يحصلون المكاسب”.

الاتفاقية مع إيران
وعلّق إبراهيم، على الاتفاقية العسكرية التي وقعها الأسد مع الإيرانيين، في الأيام الأخيرة، وقال إنه “لا إمكانية لبقاء نفوذ ولاية الولي الفقيه في سوريا، ومهما حاولت إيران”. معتبراً أن الاتفاقية تعبّر عن سعي الإيرانيين “للهروب من استحقاقات مطلبية شعبية داخلية” كما نظام الأسد.

وأضاف بأن الطرفين، الأسد وإيران، يأملان من الاتفاقية العسكرية التي وقعاها أخيراً، “ابتزاز” الجانب الروسي، محذرا حلف الأسد-إيران، من أي خطأ في الحسابات قد يكون “الخطأ الأخير” بحسب وصفه.

من هو عيس إبراهيم
ويشار إلى أن المحامي عيسى إبراهيم هو أحد أحفاد الشيخ صالح العلي (1887-1950م) قائد ثوري في الساحل السوري ضد الاحتلال الفرنسي في عشرينيات القرن الماضي. وغادر إبراهيم سوريا، عام 2014، إثر محاولة لاغتياله بالسم، ويعيش في النرويج، وشارك بصفة مستشار دستوري وقانوني لهيئة التفاوض السورية، في جولة مفاوضات “جنيف” الثامنة، بين حكومة الأسد والمعارضة، عام 2017.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا