وكالة زيتون – متابعات
كشفت صحيفة لوتان السويسرية، يوم أمس الثلاثاء، في تقرير لها، أن “الأربعينية أسماء الأسد تحولت خلال 20 سنة من كونها الشبيهة الشرقية للأميرة ديانا، لتصبح رفيقة درب “جزار دمشق” التي تخفي شخصيتها وراء حجاب كثيف من الظلال والأسرار”.
وقالت الصحيفة، إن أسماء الأخرس، زوجة رأس النظام في سوريا بشار الأسد، لم تكن بعيدة عن الإصلاحات الجنينية ذات الطبيعة الاقتصادية التي حاول بشار القيام بها في بداية حكمه”، مشيرة إلى، أن الحرس القديم للرئيس السابق حافظ الأسد أحبط المحاولات الخجلى لخلق انفتاح في البلاد.
وأضافت الصحيفة، أن الإصلاحات الاقتصادية، عززت ظهور طبقة وسطى سنية جديدة، مؤكدة أن أسماء الأسد انتهى بها المطاف إلى التوافق مع النظام بدلا من تغييره “كما هي الحال غالبا مع الأنظمة الاستبدادية الشبيهة بنظام زوجها”.
وأكدت الصحيفة، أن التغيير لم يعد مطروحاً على جدول الأعمال، لدى بشار وأسماء، اللذان أظهرها نفسيهما على أنهما ثنائي تقدمي غربي التوجه، مشيرة إلى أن تلك الصورة تم بناؤها والحفاظ عليها بخبرة وكالات العلاقات العامة ذات الأجور المرتفعة.
وأشارت الصحيفة إلى، أن المقابلة الحصرية لأسماء الأسد مع مجلة “فوغ” والتي نشرت عام 2011، في وقت تظاهر فيه بعض السوريين احتجاجا على اعتقال وتعذيب مجموعة من أطفال المدارس، كانت معدة قبل ذلك بفترة، ما أحدث ضجة كبيرة جعلت المجلة تزيل المقابلة من موقعها على الإنترنت.
وأردفت الصحيفة، أن القمع الوحشي للمظاهرات المناهضة لنظام الأسد ، وتحول الاحتجاجات إلى صراع مسلح، جعلت الصورة المثالية لأسماء الأسد تخفت وتتشوه، حتى أن زواجها من الأسد أصبح موضع تساؤل، علما بأنها سنية المذهب وزوجها علوي.
ورأت الصحيفة، أن أسماء الأسد شوّهت نفسها بفضيحة، عندما كشفت صحيفة “غارديان” أن “وردة الصحراء” تقوم بتسوق محموم على الإنترنت في الوقت الذي تتساقط فيه القذائف على بلدها”، ما حوّل صورتها في الصحافة البريطانية من صورة الأميرة ديانا إلى صورة الفرنسية المنعمة في وقت الشدة ماري أنطوانيت.
وتابعت الصحفية تقريرها، حاولت أسماء الأسد بناء صورة لها “كأم للوطن” تضامنا مع زوجها، من خلال مؤسستها “صندوق الثقة من أجل التنمية في سوريا” أو من خلال مجرد حضورها في مساعدة الضحايا، بعيدا عن صورة الجشع التي اتسمت بها في بداية النزاع.
وشددت الصحيفة على، أن أسماء الأسد ازداد نفوذها بشكل كبير منذ وفاة والدة زوجها عام 2016، مشيرة إلى أنها أصبحت مصدر التحريض الأول على رجل الأعمال رامي مخلوف، ابن خال بشار الأسد.
وقال الخبير “ديفيد ليش” للصحيفة السويسرية، إن “المؤرخين سيستغرقون سنوات لتحديد الدور الذي لعبته أسماء في الحرب السورية، لأن هناك نقصا شديدا في المعلومات يصاحبه سيل من المعلومات المغلوطة”، مؤكداً أن تجاهل أسماء للأهوال التي ارتكبها زوجها المتهم بجرائم حرب، يكفي لحرمانها من الجنسية البريطانية التي لا تزال تتمتع بها.
ودعت صحيفة “التايمز” البريطانية، الأربعاء الماضي، حكومة بريطانيا إلى فرض عقوبات على أسماء الأسد زوجة رأس النظام في سوريا بشار الأسد على غرار ما فعلت الولايات المتحدة الأمريكية، إلى جانب تجريدها من الجنسية البريطانية،وتنحدر أسماء الأخرس من أسرة سورية تقيم غربي لندن، وهي أبنة لطبيب سوري يقيم في لندن.
وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الشهر الماضي، عن فرض بلادها عقوبات على 39 شخصية وكيان، بينهم بشار الأسد وزوجته أسماء الأخرس، بموجب قانون “حماية المدنيين” (قيصر).
الجدير بالذكر أن الخلاف تصاعد مؤخراً في عائلة الأسد، الحاكمة وخلاف كبير بين زوجة بشار “أسماء” وأخواله “آل مخلوف” حول حصة كل منهم في الأموال المنهوبة من الشعب السوري، في الوقت الذي شهد فيه سعر الليرة السورية انهياراً تاريخياً غير مسبوق، فبلغ سعرها أمام الدولار الواحد 3000.