وكالة زيتون – متابعات
كشف “معهد الشرق الأوسط” للدراسات، يوم أمس الاثنين، في تقريرا له، إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، دفع مساعديه للتخطيط لـ”فوز” آخر قبل الانتخابات الأمريكية، على شكل انسحاب من سوريا، مقابل اطلاق سراح الرهائن الأمريكيين.
وقال مدير برنامجي “سوريا” و”مكافحة الإرهاب والتطرف” في المعهد، “تشارلز ليستر”، إن “إطلاق سراح السجناء الأمريكيين في سوريا، يمكن أن يوفر ذريعة لترامب لاتخاذ مثل هذه الخطوة سحب قواته من سوريا، أو تمهيد الطريق نحوها، رغم المقاومة العميقة من قبل مسؤوليي وزارة الخارجية، والبنتاغون والمخابرات للانسحاب على هذه الأسس وحدها”.
وأضاف “ليستر” أن إيفاد كاش باتل، نائب مساعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمسؤول البارز في مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، إلى دمشق قبل أربعة أشهر فقط من الانتخابات الرئاسية الأمريكية، “يشير إلى أن الوفد كان يفكر في أكثر من السجناء الأمريكيين،في إشارة على وفداً دبلوماسياً أمريكياً رفيعاً زار سوريا سراً في آب الماضي، لمناقشة إطلاق السجناء الأمريكيين، الذين يُعتقد أنهم محتجزون في دمشق.
وأكد “ليستر” أن عقد الاجتماع في دمشق (وليس في مكان محايد)، وبعد أشهر عدة فقط من عدم الرد على رسالة كتبها الرئيس ترامب شخصياً إلى رأس النظام في سوريا بشار الأسد ، “تكشف مدى الضعف أو اليأس لدى إدارة ترامب، وهو الأمر الذي من المؤكد أنه سيشجع نظام الأسد”.
وأشار”ليستر” إلى إمكانية وجود زاوية روسية في تلك الزيارة، مضيفاً: “لأكثر من عام التقى المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، خلف أبواب مغلقة مع نظرائه من موسكو، وركزت المناقشات على كيفية تشكيل العملية السياسية السورية، بما في ذلك من خلال تدابير بناء الثقة، مثل تخفيف العقوبات المستهدفة، وتعزيز المساعدة الإنسانية، وإطلاق سراح السجناء، ووقف إطلاق النار”.
وختم المسؤول الأمريكي حديثه قائلا، إنه “من الصعب أن نتخيل أن مثل هذه المحادثات ليس لها تأثير على جدوى ومضمون الزيارات الأمريكية السرية النادرة إلى دمشق”.
وكانت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، قالت الأحد الماضي، إن باتل، سافر إلى دمشق سرا، وعقد اجتماعات سرية مع حكومة النظام، بهدف الإفراج عن الرهينتين، الصحفي أوستن تايس، الذي اختفى في سوريا عام 2012، والمعالج سوري الأصل مجد كم الماز، الذي اختفى عقب إيقافه في نقطة تفتيش للنظام عام 2017.
وفي الأسبوع الماضي، التقى رئيس جهاز الأمن العام في لبنان عباس إبراهيم مع مستشار الأمن القومي في البيت الأبيض روبرت أوبراين، لمناقشة أوضاع الأميركيين المحتجزين في سوريا وفقا لأشخاص شاركوا في المحادثات.
وكان “إبراهيم “عمل وسيطا حيويا بين الولايات المتحدة وسوريا العام الماضي، وساعد في تأمين الإفراج عن المسافر الأميركي سام جودوين الذي احتجز لأكثر من شهرين أثناء زيارته سوريا، كجزء من محاولته زيارة كل دول العالم.
الجدير بالذكر أن العدد الدقيق للأمريكيين المحتجزين في سوريا سري، وقد تكون هناك حالات لا تعرفها الحكومة الأمريكية، علما بأن كافة الاتصالات بين واشنطن ودمشق تأتي عبر السفير التشيكي لدى سوريا، حيث تمثل جمهورية التشيك المصالح الدبلوماسية الأمريكية في سوريا منذ إغلاق السفارة الأمريكية هناك في عام 2012.