وكالة زيتون – متابعات
كشفت صحيفة غربية، أن روسيا تسعى لتعويم قضية عودة اللاجئين دولياً من أجل كسب المال ولإعادة الإعمار كشرط مسبق لعودة السوريين إلى بلادهم والتي فشلت فيه أيضاُ
وبحسب صحيفة “الفورين بوليسي” الأمريكية، إن روسيا حاولت الترويج لفكرة أن أكثر من 6 ملايين لاجئ في البلاد لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم إلا إذا كان الغرب على استعداد لدفع الأموال لإعادة بناء سوريا”.
وأضافت الصحيفة، أنه حاولت روسيا تحقيق رؤيتها لسوريا ما بعد الحرب من خلال المساعدة في تنظيم المؤتمر الدولي الأول لعودة اللاجئين في دمشق. لقد فشلت فشلا ذريعا.
وأشارت الصحيفة إلى “وجود رؤيتين دبلوماسيتين لإعادة الإعمار في سوريا، حيث يصرّ الغرب على ربط أموال إعادة الإعمار بعملية سياسية محلية تعتبر شرعية على نطاق واسع”.
وأردفت الصحيفة، أيضاً “الإفراج عن آلاف السجناء السياسيين، وضمان السلامة لجميع السوريين، أما الرؤية الثانية هي الرؤية الروسية التي تريد أن تجعل إعادة الإعمار شرطاً مسبقاً لعودة اللاجئين السوريين”.
من شارك في المؤتمر؟
ووفقاً للصحيفة، “شارك في المؤتمر نحو 20 دولة من بينها الصين والهند والإمارات العربية المتحدة، لكن سرعان ما اتضح أنهم كانوا هناك فقط إما لأنهم كانوا يرغبون في الاستفادة من طفرة إعادة الإعمار في سوريا ، أو لم يدفعوا ثمنها ، أو لمجرد إظهار الدعم السياسي للأسد”.
وقال رئيس السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي ، جوزيب بوريل ، أنه على الرغم من أن الجميع أراد عودة اللاجئين إلى ديارهم ، لكن “يجب أن تكون هذه العودة آمنة وطوعية وكريمة ، بما يتماشى مع المعايير التي حددها مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين”.
وذكرت الصحيفة، أن الاتحاد الأوروبي، رفض الحضور ، وأصدر بيانًا وصف المؤتمر بأنه “سابق لأوانه”، وكانت الأمم المتحدة حاضرة في المؤتمر ولكن بصفة مراقب فقط.
موقف روسيا
وغضبت روسيا من المشاركة الضعيفة في المؤتمر، حيث كان المبعوث الروسي الخاص إلى سوريا، ألكسندر لافرنتييف، غاضبًا عندما سأل الصحفيون لماذا كان الحضور أقل بكثير من التوقعات. قال للصحفي الروسي في الحدث: “ضغوط، ضغط من الولايات المتحدة”، بحسب الصحيفة الأمريكية.
وأشارت الصحيفة أن لافرنتييف قد حاول التودد إلى الأردن قبل أيام قليلة فقط لإعادة النظر في قرارها ، لكن جهوده لم تؤت أكلها.
بوتين عاجز مع الأسد!
وذكرت الصحيفة، أنّه ليس بمقدور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السعي للحصول على أي تنازلات من الأسد يمكن أن تقنع الغرب بدعم مؤتمر دولي لعودة اللاجئين،مثل إلغاء التجنيد الإلزامي ، وإطلاق سراح السجناء ، وإتاحة الوصول دون عوائق للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأوضحت، أن سبباً آخر هام الذي لا يرغب الكثير من السوريين في العودة إليه هو الأزمة الاقتصادية في سوريا. الناس ليس لديهم ما يكفي من الطعام ، ومدنهم دمرت ، ومنازلهم مجرد أنقاض في أرض قاحلة شاسعة.
وختمت، أنه أوضحت معظم الدول أنها لا تريد إضفاء الشرعية على محاولة روسيا استغلال قضية اللاجئين لتحقيق مكاسب دبلوماسية واقتصادية خاصة بها. لكن هذا لا يعني أن لديهم أي أفكار معقولة خاصة بهم للحد من معاناة السوريين داخل البلاد أو أولئك المنتشرين في أماكن أخرى.
تصريح روسي حول موقف أمريكا من مؤتمر اللاجئين
وكانت انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، الخميس 19 تشرين الثاني، الموقف الأمريكي من مؤتمر اللاجئين في دمشق وتأسفت لاستمرار الخارجية الأمريكية في ممارسة السياسة الاستعراضية المدمرة فيما يتعلق بالمنتدى الدولي الخاص باللاجئين الذي عقد في العاصمة السورية”.
وأشارت زاخروفا إلى أن “المؤتمر انعقد على الرغم من معارضة الولايات المتحدة الشديدة ومقاطعة الاتحاد الأوروبي”.
وفي وقت سابق، وصفت الخارجية الأمريكية المؤتمر الدولي الخاص بعودة اللاجئين والنازحين السوريين الذي استضافته دمشق مؤخرا “مجرد مسرحية” و”لا يمثل محاولة ذات مصداقية لتهيئة الظروف اللازمة لعودة اللاجئين إلى سوريا طوعا وبشكل آمن”.