وكالة زيتون – خاص
تحدث مسؤول أمريكي رفيع المستوى عن السياسة الأمريكية في سوريا، ولا سيما ما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، وقانون قيصر، وذلك خلال مؤتمر صحفي، وصلت نسخة منه إلى “وكالة زيتون الإعلامية”.
وبدأ المسؤول حديثه، عن زيارة وفد أمريكي إلى مناطق شمال شرقي سوريا، حيث قال إن وفداً من الحكومة الأمريكية اختتم مؤخراً رحلة قام بها إلى شمال شرقي سوريا وليبيا وتونس في الفترة من 16 أيار/مايو إلى 21 أيار/مايو، وقد كانت رحلة رائعة ركزت على العديد من المبادرات الهامة التي تؤكد التزام أمريكا باستقرار المنطقة وازدهارها.
وأشار إلى اللقاء بمسؤولين كبار في ميليشيا “قسد” و”مسد”، وأعضاء رفيعي المستوى في المجالس وزعماء عشائر من الرقة، وكبار القادة العسكريين في التحالف الدولي والجهات الفاعلة الإنسانية أيضاً.
وجرى خلال الزيارة التأكيد على التزام الولايات المتحدة بالتعاون مع التحالف الدولي لهزيمة داعش، واستمرار الاستقرار في شمال شرقي سوريا، وتقديم العون الذي يدعم ذلك الاستقرار في المنطقة، لضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
وجدد المسؤول دعم واشنطن لجميع الجهود الرامية إلى حلّ سياسي لـ”الصراع” السوري، كما أكد أن الولايات المتحدة ستواصل ريادتها في الاستجابة الإنسانية للأزمة في سوريا أثناء العمل مع شركائها لضمان إعادة التفويض بمرور المساعدات عبر الحدود إلى سوريا.
وعن الموقف الأمريكي من انتخابات نظام الأسد، قال المسؤول إن بلاده شجبت ما يسمى بالانتخابات الرئاسية في سوريا، من خلال قرار نظام الأسد إجراء الانتخابات خارج الإطار المنصوص عليه في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، مؤكداً أن هذه الانتخابات ليست حرّة ولا نزيهة.
وقال: “نحن نحثّ المجتمع الدولي على رفض هذه المحاولة من قبل نظام الأسد الذي يسعى من خلالها للمطالبة بالشرعية دون أن يقدم الحماية للشعب السوري، ومن غير أن يحترم التزاماته بموجب القانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني وقانون حقوق الإنسان، ودون أن ينخرط بشكل هادف في العملية السياسية التي تيسّرها الأمم المتحدة لإنهاء الصراع”.
وفيما إذا كانت الولايات المتحدة وضعت سياسة جديدة لسوريا، قال المسؤول إن بلاده تؤيد بشكل كامل قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254، الذي يدعو إلى إجراء انتخابات حرة ونزيهة وفقاً لدستور جديد تشرف عليها الأمم المتحدة، بحيث يكون فيها جميع السوريين – بمن فيهم النازحون داخلياً واللاجئون في الشتات – قادرين على المشاركة.
وأوضح أن الولايات المتحدة تؤمن بأن الاستقرار في سوريا والمنطقة الأوسع سيتحقّق بشكل أفضل من خلال عملية سياسية تؤدي لنتائج سلمية.
وشدد على التزام واشنطن بالعمل مع الحلفاء والشركاء والأمم المتحدة لمحاولة تحريك هذه العملية إلى الأمام.
وعن قانون قيصر، ذكر المسؤول أن القانون تمّ تمريره بأغلبية ساحقة من الكونغرس الأمريكي، لذا فإن الإدارة ستنفذ القانون ذلك بشكل واضح.
وأردف أن القانون يسعى إلى الحدّ من قدرة بشار الأسد وآخرين في النظام على الاستفادة من الصراع ومن أي إعادة إعمار تتم بعد ذلك.
واستطرد بأن القانون سيبقى ما لم يقم الكونغرس نفسه بإلغائه، مضيفاً: “ولكن كما قلت، مع الدعم الساحق من كلا الحزبين لتمرير القانون أساساً، فإنه من غير المرجّح أن يتمّ ذلك في أي وقت قريب”.
وحول تقارب بعض الدول مع نظام الأسد، قال المسؤول: “ليس لدينا أي نية على الإطلاق لتطبيع علاقاتنا مع نظام الأسد، وسوف ندعو بالتأكيد، جميع الحكومات الأخرى التي تفكر في القيام بذلك إلى التفكير ملياً في كيف يعامل بشار الأسد شعبه، من الصعب للغاية تخيّل تطبيع العلاقات الدبلوماسية مع نظام كان شديد الوحشية مع شعبه، هذا هو رأينا في ذلك”.
وعند سؤال المسؤول عن الوجود العسكري والدبلوماسي الأمريكي في شمال شرقي سوريا، أجاب: “لن يتغير ذلك في أي وقت قريب، نحن ملتزمون بالهزيمة الدائمة لداعش في تلك المنطقة والعمل مع شركائنا من التحالف الدولي المكون من 83 دولة ومنظمة وكذلك قسد لضمان الهزيمة الدائمة، ولكن لا يزال لدينا طريق طويل لنقطعه، لا يزال تنظيم داعش يمثل تهديداً كبيراً في شمال شرق سوريا، ولذلك من غير المرجح أن يتغير وجودنا العسكري والدبلوماسي”.
ونوّه إلى أن القوات الأمريكية ليست في شمال شرقي سوريا لحماية النفط، ولا لاستغلال الموارد النفطية، كما ذكر أن النفط السوري ملك للشعب السوري، وأن الولايات المتحدة لا تمتلك أياً من هذه الموارد، ولا تتحكم بها أو تديرها، وليس لديها أي رغبة في ذلك.
وبخصوص فتح عدة دول خليجية سفاراتها في سوريا، أجاب: لا يمكنني التكهّن حقاً بما قد تكون عليه عواقب التعامل مع نظام الأسد، لكننا نذكّر حلفاءنا وشركائنا بالحذر من إمكانية تعرّضهم المحتمل للعقوبات من خلال التعامل مع هذا النظام، وأيضاً التفكير ملياً بالفظائع التي ارتكبها نظام الأسد بحق الشعب السوري خلال العقد