وكالة زيتون – متابعات
كشفت مصادر إعلامية محسوبة على ميليشيات “قسد”، استخدام الأخيرة للأطفال خلال المعارك التي دارات مؤخراً في محيط سجن الصناعة في حي غويران جنوب مدينة الحسكة.
وأكدت المصادر مقتل الطفلة نسرين جميل أحمد، الملقبة بـ”أواز أورميه”، وهي تنحدر من مدينة عفرين بريف حلب الشمالي، مشيرة إلى أن “قسد” جندتها منذ الأول من كانون الثاني/ يناير 2016 أي عندما أن كان عمرها 14 عاماً.
وتؤكد المنظمات والهيئات الحقوقية، أن الميليشيات متورطة في تجنيد الأطفال، وهو ما تؤكده المصادر المحلية، حيث تشن “قسد” بين الحين والآخر حملات مداهمة واعتقال تستهدف أطفالاً قاصرين يقصد التجنيد.
وفي 15 كانون الثاني/ يناير الماضي، اختطفت “الشبيبة الثورية” التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” PYD المكون الرئيسي لميليشيات”قسد”، الطفلة سدرة المنتهى البالغة من العمر 15 عاماً، والمنحدرة من قرية فطومة التابعة لبلدة اليعربية وساقتها إلى معسكرات التجنيد.
بدورها، أكدت الشبكة السورية لحقوق اختطاف “قسد” للطفلة آريانا أحمد بحري من مواليد عام 2008، وأقدمت على تجنيدها وإلحاقها في أحد معسكرات التدريب التابعة لها في محافظة الحسكة.
وأوضحت الشبكة أن الطفلة من أبناء مدينة رأس العين بريف محافظة الحسكة الغربي الشمالي، وتقيم في حي تل حجر في مدينة الحسكة، مشيرة إلى أنه لم يتم إبلاغ أحد من ذويها بذلك وتم منعها من التواصل مع أهلها أو السماح لهم بزيارتها.
كما أكدت الشبكة أن ما لا يقل عن 113 حالة تجنيد للأطفال قامت بها ميليشيات قسد منذ تأسيسها، موضحة أن قرابة 29 طفلاً منهم قتلوا في ميادين القتال.
وكان القائد العام لميليشيات “قسد”، مظلوم عبدي، وقع في حزيران/ يونيو 2019، على خطة عمل مشتركة مع الأمم المتحدة لإنهاء خطف وتجنيد الأطفال دون سن 18 سنة بالأعمال المسلحة، ورغم الاتفاقية استمرت “قسد” بتجنيد الأطفال بما فيهم الفتيات.
وأواخر شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أصدر المجلس الوطني الكردي، بياناً أدان فيه خطف “قسد” للأطفال وتجنيدهم ضِمن صفوفها، مُطالِباً المجتمع الدولي بتحمُّل مسؤولياته ووقف جريمة الحرب هذه.
وقال المجلس: إن منظمة “جوانن شورشكر” التابعة لحزب “الاتحاد الديمقراطي” أقدمت مساء الأحد الماضي، على خطف ثلاث فتيات قاصرات من مدينة “عامودا” بريف الحسكة بهدف تجنيدهن ضِمن صفوفها.
وأضاف: “منذ سنوات خطفت وجندت هذه المنظمة مئات الأطفال القُصر، وزادت وتيرة هذه الجرائم منذ بداية العام الجاري وتلقت عوائل الفتيات المخطوفات اتصالات من مسؤولي هذا التنظيم تؤكد تجنيد أطفالهم في صفوف القوات العسكرية وأنهن سيخضعن لدورات تدريبية عسكرية لمدة ستة أشهر ولن يتمكنَّ من التواصل خلال هذه الفترة مع عوائلهنَّ”.
وأعرب المجلس عن “إدانته بأشد العبارات لجرائم وانتهاكات هذه المنظمة، وخاصة خطف وتجنيد الأطفال القُصر”، وحمّل “قسد” المسؤولية الكاملة لمنعها ومحاسبة مرتكبيها وحل هذه المنظمة.
وأشار البيان إلى أن مكتب “حماية الطفولة” الذي أسسته “قسد” غير قادر على إعادة الأطفال المخطوفين لذويهم .
ونوَّه بأن النظام الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، يؤكد أن “تجنيد الأطفال إلزامياً أو طوعياً في القوات أو الجماعات المسلحة يشكّل جريمة حرب في النزاعات المسلحة الدولية وغير الدولية”.
كما ناشد المجلس الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية المعنية بحماية حقوق الطفل، وقوات التحالف الدولي بالقيام بمسؤولياتهم والضغط على “قسد” لإعادة عشرات الأطفال القُصر المخطوفين لدى منظمة “جوانن شورشكر” والميليشيا التابعة لها، والإيقاف الفوري لعمليات تجنيد الأطفال القُصر نهائياً وحماية حقوقهم وَفْق ما تنص عليه وتضمنه القوانين والمواثيق الدولية.
تجدر الإشارة إلى أن أهالي منطقة شمال شرقي سوريا، بمختلف مكوناتهم، نظموا عدة وقفات احتجاجية ومظاهرات تندد باختطاف “قسد” للأطفال وتجنيدهم ضمن صفوفها.