وكالة زيتون – متابعات
قال مركز جسور للدراسات إن القوات التركية شنت منذ بداية الشهر الجاري سلسلة من الضربات الجوية عبر الطيران المسير في شمال شرقي سوريا ضد حزب العمال الكردستاني وميليشيا قسد.
ووفقاً للمركز، ردت روسيا على تقليص تركيا لالتزاماتها بموجب مذكرة سوتشي (2019) بشنّ هجمات جوية وصاروخية على عدّة مواقع في إدلب، لكن فصائل المعارضة والقوات التركية سُرعان ما نفّذَا حملة قصف مدفعي وصاروخي على معسكر جورين.
ويبدو أنّ تركيا تحاول إظهار الاستعداد لمواجهة أي ضغوط عسكرية من قِبل روسيا التي تراجعت قدرتها بشكل ملحوظ على تقليص حجم أنشطة PKK منذ منتصف عام 2021.
وأضاف: “إنّ تصعيد تركيا غير المسبوق والمستمر في شرق الفرات يهدف إلى اختبار ردّ فعل روسيا والولايات المتحدة، وسَبْر إمكانية تغيير قواعد الاشتباك في شمالي سوريا، أي محاولة استخدام القوّة العسكرية لإعادة تحديد آلية العمل المشترك بحيث يكون لتركيا الدور الأكبر في أدوات المراقبة والتنفيذ”.
وتابع: “تركيا تحاول محاكاة الأسلوب الذي استخدمته روسيا في إدلب بين عامَيْ 2018 و2020، عندما أدّى الاعتماد على القوّة العسكرية إلى تفاهُم جديد حول آلية العمل المشترك بإضافة ملحق لمذكرة سوتشي (2018)”.
وأردف: “من الواضح، أنّ تركيا تحاول الاستفادة من انشغال روسيا في أوكرانيا، ومن إطلاق الآلية الاستراتيجية مع الولايات المتحدة مطلع نيسان/ إبريل الجاري، بإعادة تحديد طبيعة التعاون المشترك في سوريا ولإضعاف قدرة “قسد” على الاعتماد على الدعم الغربي والروسي”.
وتابع: “على فرض أنّ عمليات تركيا شمال شرقي سوريا لم تُؤدِّ لتغيير قواعد الاشتباك فإنّها تستنزف كوادر وموارد PKK و”قسد”، وربّما تساهم في زعزعة الثقة بين هذه الأخيرة وروسيا، التي قد يتضرر دورها كوسيط أو ضامن في المنطقة، إضافة إلى إظهار قدرتها على استخدام القوة العسكرية بطرق مختلفة لا تؤثر على آليات التنسيق مع روسيا”.