تركيا - غازي عنتاب

بعد انتظار طويل.. إزالة ملفات التجنيس لعشرات السوريين في تركيا

IMG_20220512_223505_192

وكالة زيتون – خاص – محمد الصطوف
بعد انتظارهم في مراحل التجنيس لعدة سنوات، تفاجأ عشرات اللاجئين السوريين المرشحين للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، بظهور رسالة على موقع تتبع مراحل الجنسية التركية، تفيد بإزالة ملفاتهم من التجنيس.

وتداول سوريون في تركيا، عبر مجموعات خاصة بالجنسية التركية الاستثنائية، منشورات تفيد بإزالة ملفات تجنسيهم من “السيستم” دون سابق إنذار، متسائلين عن الأسباب والحلول.

وتتضمن الرسالة التي تظهر في “السيستم” عبارة تقول: “أزيل ملفك الخاص بالحصول على الجنسية التركية الاستثنائية”.

ورصدت وكالة زيتون الإعلامية منشوراً لصفحة “كوزال” المعنية بتتبع أخبار السوريين في تركيا، حول إزالة عشرات ملفات التجنيس، قائلة: إن “مديرية النفوس العامة تزيل ملفات الجنسية لعشرات السوريين بعد مضي فترة زمنية طويلة لدخولهم مرحلتي الأرشيف والدوام على السيستم”.

معظم من تم إزالة ملفه، كانوا في المرحلة الرابعة من مراحل التجنيس، إذ تعتبر هذه المرحلة هي الأطول والأعقد من بين مراحل الحصول على الجنسية التركية الاستثنائية.

“دون سابق إنذار”..
وقال “محمد الأحمد”، مقيم في ولاية مرسين _تحفظ على ذكر اسمه الصريح_ لوكالة زيتون الإعلامية: إنه “بعد أن قمت بالتشييك على موقع تتبع مراحل التجنيس، تفاجأت بظهور رسالة تفيد بإزالة ملفي”.

وأضاف أنه كان قد تقدم بأوراقه كاملة منذ عام 2020، بعد أن جاءه اتصال هاتفي من مديرية النفوس في الولاية، تخبره بأن اسمه مرشح للحصول على الجنسية التركية الاستثنائية، وعليه الحضور في الموعد المحدد لتقديم أوراق كان الموظف المتصل قد حددها له.

وتابع: “إن كل أوراق نظامية، ولم ارتكب أية مخالفة تستوجب الإزالة، وربما يكون السبب أن إقامتي قد انتهت وعليّ تجديدها..”. مشيراً إلى أن الإقامة حتى لو انتهت فإنها لا تستوجب الإزالة وفقاً لما حصل مع بعض أصدقائه، إذ حصلوا على الجنسية رغم ذلك.
وأشار “الأحمد” إلى أنه الآن لا يعلم ما سيقوم به، فيما هل سيتقدم باعتراض أو كتاب إلى المديرية العامة للنفوس في أنقرة، أم أنه سينتظر، مؤكداً أنه لا حلول متوفرة ونافعة، بحسب تجارب الكثيرين ممن أزيلوا سابقاً.

هل من حلول للإزالة؟
وحول هذه الموضوع، أوضح المحامي السوري، نورس محمد، في تصريح لوكالة زيتون الإعلامية، أن موضوع إزالة ملفات السوريين المرشحين للحصول على الجنسية التركية، يحصل دون سابق إنذار، وهذا الموضوع تكرر أكثر من مرة، إذ لا توجد هناك إحصائية دقيقة حول أعداد المزالين ملفاتهم من السيستم.

وأوضح أن السلطات التركية، هي من تُرشح السوريين للتقدم بطلبات الجنسية وليس العكس، هذه الترشيحات تأخذ في إطارها العام معايير وشروط، وإن “كانت متغيرة وغير ثابتة”، إذ تتعلق أحياناً بالولاية التي يقيم فيها السوري، وأحياناً بتحصيله العلمي، والسيولة المالية الكافية لديه، لكنّ هذه المحددات ليست شروطاً دائمة، إذ حصل كثير من السوريين، ممن لا يحملون الدرجات العلمية العالية ولا السيولة، على الجنسية، في حين ينتظر كثيرون من حاملي الشهادات العليا والمستثمرين.

وأضاف أنه يمكن لمن تمت إزالة ملفه، أن يتقدم برفع دعوى إلى المحكة المختصة، لمعرفة أسباب الإزالة وتقديم الإثباتات في حال كان سبب الإزالة غير واضح.

وأشار إلى أن هذه ليست المرة الأولى التي يتم فيها إزالة ملفات سوريين من مراحل التجنيس، إذ قبل نحو سنتين، حصلت إزالة لنحو 13 ألف طلب، إذ صدرت حينها توضيحات بأن ملفات المزالين كان لها علاقة بالتزوير أو لأسباب أمنية.

وفي نيسان/ إبريل الماضي، قال وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، في حديثه لقناة NTV التركية: إنه حتى تاريخ 31 آذار 2022، بلغ عدد السوريين الحاصلين على الجنسية التركية 200 ألف و 950 شخص، من بينهم 87 ألف و 296 طفل.

وكان وزير الداخلية “صويلو” قد قال أول أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي عُقد في المديرية العام لشؤون النفوس والمواطنة، ردًا على موجة العنصرية والتحريض ضد الأجانب وموضوع التجنيس في تركيا: “أريد أن أوضح موضوعًا مهمًا، إن المعلومات المنتشرة هي معلومات ملفقة وأكاذيب ولا تمت للواقع بصلة”، مشيراً إلى أن الأجانب الذين حصلوا على الجنسية التركية، غير قادرين على التأثير بتغيير التركيبة السكانية في تركيا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا