وكالة زيتون – متابعات
مع تناقل وسائل إعلامية عديدة، مؤخراً، الحديث عن وجود تقارب بين تركيا ونظام الأسد، في الآونة الأخيرة، من أجل التنسيق ومعالجة قضية اللاجئين السوريين، إضافةً إلى التنسيق على المستوى الأمني، سابقاً، يبرز هنا، السؤال الأهم: إذاً هل من أسباب جدية تدفع تركيا للتقارب مع نظام الأسد في الوقت الراهن؟
رصدت وكالة زيتون الإعلامية تقريراً نشره موقع “ميدل إيست إيه”، تحدث فيه عن استبعاد التقارب بين تركيا ونظام الأسد، موضحاً العديد من النقاط والأسباب لاستبعاد حدوث أية علاقة وتقارب بين البلدين في المرحلة الراهنة.
وبحسب تقرير الموقع أن التقارب بين تركيا ونظام الأسد مستبعد في الوقت الراهن، وهو أمر لا يناسب النظام في كلا البلدين، لأسباب متعددة.
وأضاف أن أي اتفاق بين نظام الأسد وتركيا قد يزيد من احتمال اصطفاف واشنطن إلى جانب “الميليشيات” في شمال شرقي سوريا.
وحول موقف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رجّح التقرير، أن يمتنع الرئيس التركي “أردوغان” عن إجراء تغييرات كبيرة في سياسة بلاده تجاه نظام الأسد، ما لم تتضح تداعيات الغزو الروسي لأوكرانيا.
ومعلوم أن روسيا تعتبر الحليف الرئيسي لنظام الأسد، إذ قد تؤدي خسارتها في الحرب ضد أوكرانيا، لتراجع نفوذها في سوريا، وبالتالي: “سيتيح هذا لأنقرة مجالًا أوسع لإملاء شروطها على نظام الأسد”.
وفي ظل العقوبات الأمريكية على نظام الأسد، فإن تحقيق “السلام” مع الأسد بالنسبة لتركيا ليس من ضمن الأولويات الاستراتيجية، بحسب التقرير.
وأضاف أن نظام الأسد سينتظر انتهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، وتداعياتها وتأثيراتها على روسيا، حينها، ستضح معالم التنازل التي من الممكن أن بقدمها الأسد لتركيا.
بالمقابل، تعتبر الانتخابات التركية القادمة، مرحلة هامة في توضيح معالم التقارب بين تركيا ونظام الأسد، إذ وفقاً للتقرير فإن “السبب الأهم الذي يجعل نظام الأسد غير مهتم بالتقارب مع تركيا في الوقت الحالي، فهو انتظاره لنتائج الانتخابات التركية القادمة، إذ أن نجاح خصوم أردوغان في الانتخابات قد يمهد الطريق لصفقة أقل كلفة على نظام الأسد، من أي صفقة مع حزب العدالة والتنمية”.
وفيما يخص اللاجئين السوريين في تركيا، يتبادر إلى الذهن، السؤال الأهم، ما مصلحة تركيا من التنسيق مع نظام الأسد بخصوص اللاجئين السوريين؟
لتركيا مناطق في الشمال السوري، (شمالي حلب وإدلب)، تقع تحت إشرافها المباشر، فلو أرادت إعادة اللاجئين إلى تلك المناطق، فلا حاجة لها بالتنسيق أو التواصل مع نظام الأسد، وفقاً لما قاله ناشطون سوريون.
كما أنه مع وجود عقوبات “قيصر”، المفروضة أمريكياً على نظام الأسد، للحد من جرائمه ضد السوريين، تجعل من فرضية استفاد أي بلد من التقارب مع نظام الأسد، دون جدوى.