تركيا - غازي عنتاب

“زيتون” تناقش التصعيد في الشمال السوري.. أسبابه ومستقبله

12345

وكالة زيتون – خاص

شهدت منطقة شمال غربي سوريا خلال الأسابيع القليلة الماضية تصعيداً عسكرياً هو الأعنف منذ أشهر، من قبل الميليشيات الإيرانية وقوات الأسد و”قسد”.

وتركز التصعيد في منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي حيث تعرضت آلية للجبهة الوطنية للتحرير لاستهداف بصاروخ موجه ما أدى إلى استشهاد ستة مقاتلين، إضافة إلى منطقة جبل الزاوية جنوب إدلب حيث شن الطيران الروسي العديد من الغارات الجوية.

وفي ريف حلب الشمالي والشرقي، تعرضت مدن وبلدات مارع وجرابلس والباب وأعزاز لقصف من قبل ميليشيات “قسد”، كما شن الطيران الحربي الروسي غارات جوية على معسكر لهيئة ثائرون للتحرير إحدى مكونات الجيش الوطني السوري قرب عفرين.

كذلك طال القصف قاعدة تركية في بلدة الشيخ سليمان شرق مدينة دارة عزة بريف حلب الغربي، أكدت المراصد العسكرية وقوف الميليشيات الإيرانية خلفه كونه انطلق من بلدة قبتان الجبل الخاضعة لسيطرة حزب الله اللبناني وميليشيات من بلدتي نبل والزهراء الشيعيتين.

أسباب التصعيد

نشر مركز جسور للدراسات يوم أمس الإثنين دراسة تحليلية حول التصعيد في منطقة شمال غربي سوريا، أرجع فيها تصاعد عمليات القصف إلى ثلاثة أسباب، معظمها مرتبط بتحقيق مكاسب خارجية لا علاقة لها بالملف السوري.

ومن وجهة نظر المركز فإن الهدف الأول من هذا التصعيد هو “إلقاء المزيد من الضغوط العسكرية على تركيا كرد على النشاط العسكري التركي في العراق، والذي يبدو أنه غير مرغوب به من قبل إيران”.

كما يرى المركز أن إيران “تريد توظيف انشغال روسيا في الصراع بأوكرانيا لإعادة توزيع وانتشار ميليشياتها في سوريا والتي كان قد تراجع حضورها في جبهات شمال غرب البلاد؛ بسبب التفاهمات الثنائية بين روسيا وتركيا”.

ويشير المركز إلى أن الهدف الثالث هو رغبة إيران بالتمسك بالحضور العسكري في سوريا، وتوجيه رسالة للولايات المتحدة في هذا الصدد والتي ما تزال تطالب إيران بخفض التدخل في المنطقة خلال المفاوضات المتعلقة بالاتفاق النووي.

وفي هذا الإطار، يقول المحلل العسكري العقيد مصطفى فرزات في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية إن الميليشيات الإيرانية تنتهز أي فرصة لممارسة دورها التخريبي في سوريا والعراق واليمن.

وأشار فرزات إلى أن إيران تعمل منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في شباط/ فبراير الماضي على تقوية وجودها في سوريا والظهور بأنها فاعل رئيسي لا يقل أهمية عن روسيا، مضيفاً: “لهذا تم استدعاء بشار الأسد إلى طهران ومن قبله علي مملوك”.

وأكد محدثنا أن إيران تعمل بشكل حثيث لتقوية نفوذها في سوريا وتحاول سحب البساط من روسيا التي باتت المتحكم الأول والأكبر في النظام، معتبراً أن الغزو الروسي لأوكرانيا ساعد طهران في ذلك حيث تراجع الملف السوري على سلم أولويات موسكو.

مستقبل التصعيد

أكد العقيد مصطفى فرزات أن الميليشيات الإيرانية ترغب في قضم المزيد من المساحات في سوريا وبسط سيطرتها على كل شبر فيها، إلا أن ذلك ممكناً دون الدعم الجوي الروسي، لأسباب عدة أبرزها الدعم التركي للفصائل وتدخل القوات التركية بشكل مباشر في المعارك عبر مسيرات “بيرقدار”.

يضاف إلى ذلك المناخ الدولي غير الملائم لإيران ولروسيا أيضاً، بسبب غزو أوكرانيا، حيث يسبتعد فرزات أن تشن قوات الأسد هجوماً جديداً في إدلب في الوقت الحالي، وربما على المدى المتوسط.

من جانبه، قال مركز جسور للدراسات إن الأنشطة العسكرية التي تقوم بها إيران شمال غربي سوريا لا تعني استياء أو عدم قبول أو رفض روسيا لها، بل غالباً ما قد تكون بالتنسيق بين الطرفين.

كما أشار إلى أن روسيا لن تفوت فرصة تستفاد منها في إعادة تقديم نفسها كوسيط أو ضامن أمام تركيا لاستمرار وقف إطلاق النار في المنطقة.

كذلك استبعد المركز أن يتجه التصعيد إلى مواجهات شاملة، قائلاً إن “ارتفاع مستوى النشاط العسكري شمال غرب سوريا وإن كان يخدم مصالح النظام وإيران لا يبدو أنه خيار مرحب به بالنسبة لتركيا وروسيا في ظل المعطيات الحالية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا