وكالة زيتون – محمد الصطوف – خاص
مع اللحظات الأولى لإعلان النتائج الأولية للانتخابات النيابية في لبنان، تفاعل الكثير من السوريين مع نتائجها، إلا أن التفاعل زادت حدته مع إسدال الستار عنها وإعلان نتائجها النهائية.
وسط توقعات ببرلمان لبناني غير مسبوق، مع إعلان فوز حزب القوات اللبنانية، بقيادة سمير جعجع، وحصوله على أكبر عدد من المقاعد في الانتخابات البرلمانية، ويتفوق بذلك على تكتل الرئيس اللبناني العماد ميشال عون، حليف “حزب الله” بعد أن كان صاحب أكبر كتلة في البرلمان اللبناني السابق.
سقطت “ودائع الأسد” في لبنان
إذاً يبدو أنه بات واضحاً مع ختام نتائج الانتخابات النيابية في لبنان، أن “ودائع الأسد” المدعومة إيرانياً قد خسرت مقاعدها في الانتخابات، ما يعني بشكل أو بآخر ضربة في خاصرة نظام الأسد.
وشارك سوريون عبر مواقع اتواصل الاجتماعي، فيديو لرئيس حزب القوات اللبناني، سمير جعجع، مع التعبير عن فرحهم بفوزه بالأغلبية، وخسارة ميليشيات حزب الله وحلفائه، الفيديو يعود لأعوام سابقة.
كان قد تحدث فيه، عن دعمه للثورة السورية، وموقفه المناصر، وندد بجرائم نظام الأسد ميليشياته.
كذلك أيضاً، كان للسياسي اللبناني وليد جنبلاط نصيباً من مباركة السوريين، وكيف لا، وهو أحد انصار الثورة السورية، ورافضي إجرام الأسد.
ومن قلب محافظة إدلب شمالي سوريا، هناك كانت جدارية قد رُسمت بـ”ريشة أمل” لفنانين سوريين أحرار، عبروا فيها عن فرحهم بما أفرزته نتائج الانتخابات اللبنانية، الجدارية حملت اسم “GAME OVER”، في إشارة إلى نهاية حزب الله وحلفائه في لبنان.
لبنان دائماً على صفيح ساخن
المحامي والكاتب السوري، عروة سوسي، يقول في حديث خاص لوكالة زيتون الإعلامية: إن لبنان رغم خروجه من الحرب الأهلية ما تزال تسيطر عليه الزعامات الدينية والطائفية، إلا أن الانتخابات الأخيرة كسرت هذا الحاجز، إذ ما شاهدناه أن زعماء لبنانين وسياسيين لم ينحوا، وذلك يعتبر سابقة في لبنان.
وأضاف أن الانتخابات رغم أنها كانت بجو لا يخلو من الضغوط والخلل والتلاعب ومحاولة التزوير من قوى معروفة، في بعض الدوائر، لكن استطاعت رغم ذلك القوى المناهضة لإيران والأسد تحقيق مكاسب هامة.
وتابع: إن لبنان حالياً طالما موجود فيها دويلة داخل الدولة، والمتمثلة، بـ”حزب الله”، المسيطر على مفاصل هامة في الدولة، وخاصة العسكرية، وبالتالي: إن النتائج على الأرض لن تكون جيدة، إذ أن حزب الله قادر على تعطيل الحياة، كما فعل سابقاً في مرات عدّة.
وأوضح أن التخوف في الوقت الحاليّ، أن تؤدي هي هذه الانتخابات، وخاصة مع اللهجة الحادة التي تصاعدت مؤخراً بين بعض الأطراف، من التصادم في الشارع اللبناني، والخوف على افتعال زعزعة استقرار لبنان من قبل حزب الله وحلفائه، وبالتالي أيضاً الخوف على اللاجئين السوريين ومصيرهم.
وأكد “سوسي” أن هذه الانتخابات: “إضعاف كبير لمحور إيران ومشروعها في المنطقة”، إذ أن حزب الله وحلفائه انكسرت شوكتهم إعلامياً، ولكن مع الأسف لم تنكسر شوكته عسكرياً، ولا يمكن كسرها إلا بقرار دولي، بتفكيك بنية حزب الله وسحب سلاحه، والقرار ليس بيد حزب الله بالطبع، وإنما بيد إيران التي يعتبر ذرعها بالمنطقة.
ويمكن القول إن حزب الله وحلفائه في المرحلة الراهنة، قد يخرجون من الساحة السياسة والإعلامية، ولكن الساحة على الأرض في لبنان، مستبعد خروجها منها، بحسب رأي محدثنا، مضيفاً: “إذ أن حزب الله وحلفائه، رغم خسارتهم في الانتخابات، إلا انهم عبارة عن زعمات طائفية ودينية وسياسية، ضمن مناطقهم الوجودين فيها، وبالتالي هم عبارة عن دويلات داخل الدولة.
وبحسب المحامي “سوسي”، فإن “كل شيء يحصل في الشرق الأوسط له تأثير على الملف السوري، إذ أن وجود قوة علنية وبشكل صريح، مناهضة لنظام الأسد في لبنان، هو تحدي لنظام الأسد، مشيراً إلى أن “وجود هذا الصوت العالي المناهض للأسد، في لبنان، بكل تأكيد له تأثير على نظام الأسد”.
وتابع: إن “طالما موجود فيه مليشيات حزب الله، ويقبع تحت سيطرة المشروع الإيراني، فإن لبنان، لم ينعم بالأمان الاقتصادي والاجتماعي وحتى السياسي”.
وأول أمس الثلاثاء، أعلن وزير الداخلية اللبناني، النتائج الرسمية النهائية للانتخابات البرلمانية التي بدأت الأحد الماضي.
وحصل حزب القوات اللبنانية على 20 مقعداً، والتيار الوطني الحر على 18 مقعداً، كما حصل حزب الله وحركة أمل على 31 مقعدا في البرلمان اللبناني.
كذلك، حصل كل من الحزب التقدمي الاشتراكي على 9 مقاعد، بزعامة النائب وليد جنبلاط، ولوائح المستقلين أو المجتمع المدني على 13 مقعدا، وحزب الكتائب على 4 مقاعد، وكل من حزب الطاشناق وتيار المردة على مقعدين لكل منهما.
وبهذه النتائج، يكون حزب الله وحلفائه قد خسروا الأكثرية النيابية، التي كانوا قد حظوا فيها طلية سنوات عدّة سابقة.
إلى جانب ذلك، صعدت وجوه جديدة إلى البرلمان، إذ حصد المستقلون 13 مقعداً، رغم أنه لم يسبق لهم تولي أية مناصب سياسية.
المحامي اللبناني نبيل الحلبي، كتب في منشور له عبر صفحته الرسمية بـ”فيس بوك”: “لن يتقبل المحور الأسدي الإيراني خسارته المدوية في لبنان بدون أن يحاول فرض نفسه من خارج صندوق الاقتراع عبر السلوك الذي اعتاد عليه منذ عام ٢٠٠٥”.
وأضاف أنه في تشرين الماضي خسر محور التخريب والميليشيات في انتخابات العراق، ومنذ ذلك الحين وهو يمنع تشكيل حكومة عراقية وطنية بقوة السلاح وتشبيح ميليشيا الحشد الشعبي.
وتابع: أن “لبنان والعراق، إخوة التراب والخراب يشتركان في الاحتلال الإيراني نفسه، والميليشيات نفسها التي حكمتهما مع منظومة لصوص أودت بالبلدين إلى انهيار مالي واجتماعي غير مسبوق”.
وأوضح أن أحرار البلدين، في تشرين ٢٠١٩، خرجوا في ثورة دفعوا فيها أرواحًا وأثماناً غالية، بهدف استعادة السيادة، وإنهاء ظاهرة الميليشيات الطائفية، وتفكيك منظومة الفساد ومنعها من إعادة إنتاج نفسها من جديد.
يشاطره في الرأي الصحفي السوري، فراس علاوي، محذّراً من تحول أذرع إيران في لبنان إلى سياسة التعطيل، قائلاً: “مجرد تحول إيران وأتباعها من قوة الفرض، لسياسة التعطيل هو بداية لهزيمة مشروعها”.