وكالة زيتون – متابعات
على وقع إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، مؤخراً، عزم بلاده إجراء عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا؛ بدأت تلوح في الأفق الاستعدادات لتلك العملية، بدءاً من التجهيزات العسكرية التركية على الحدود السورية، وليس انتهاءً بقصف مواقع ميليشيا “قسد” مساء أمس الأربعاء.
ورغم أن الرئيس التركي، لم يحدد توقيتاً معيناً لبدء العملية العسكرية، _وهذا معلوم في الواقع العسكري_ واكتفى بتأكيد بلاده على إجراء العملية، إلا أن التوقعات تشير إلى أنها ستكون في أية لحظة مقبلة، وفق ما تقوله وسائل إعلام تركية، مستندةً إلى معطيات متعددة.
العملية الخامسة.. تمهيد قبل البدء
فيما تبدو أنها إشارة على اقتراب موعد بدء العملية العسكرية، صعّدت القوات المسلحة التركية، قصفها الجوي والمدفعي لمواقع ميليشيا “قسد” في مناطق من الشمال السوري، كما أن مسؤولين في الجيش الوطني السوري شددوا على ضرورة العملية.
ومساء أمس الأربعاء، قال مراسل كالة زيتون الإعلامية، إنّ طائرات حربية تابعة لسلاح الجوّ التركي، نفّذت عدّة ضربات موجّهة على مواقع تابعة لميليشيا قسد في رأس العين بشمال سوريا، بالتزامن مع قصف للطيران الروسي بصواريخ “جو جو” في أجواء منطقة بتل أبيض.
مصدر عسكري أكد لوكالة زيتون أن الطيران الحربي التركي استهدف مواقع لميليشيا قسد في منطقة أبو راسين ومحيط بلدة تل تمر بريف الحسكة الشمالي.
كما ترافق تحليق الطائرات المُسيرة التركية في مناطق شمالي سوريا، بقصف مدفعي مكثف للجيش التركي استهدف مواقع ميليشيا قسد بريف عفرين شمال حلب، وخط نهر الساجور بريف منبج شرقي حلب، وريف عين عيسى شمالي الرقة، وأطراف ناحية تل تمر بريف الحسكة.
الاستعدادات اكتملت.. تل رفعت أبرز الأهداف
وسائل إعلام تركية، أكدت اكتمال الاستعدادات لبدء عملية عسكرية، هي الخامسة من نوعها في مناطق داخل الأراضي السورية، ونقلت عن مصادر أن المناطق التي من المحتمل أن تشملها العملية المرتقبة، مشيرةً إلى احتمال قرب موعد انطلاقها، بأي لحظة.
وهذا ما أكده الرئيس “أردوغان” بالقول إن “العمليات ستبدأ بمجرد انتهاء تحضيرات الجيش والاستخبارات والأمن، وسنتخذ قراراتنا بهذا الخصوص خلال اجتماع مجلس الأمن القومي الخميس”، مضيفاً أنه سيقوم بإجراء المحادثات اللازمة لضمان سير الأمور على ما يرام.
من جهته أكد وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو، اليوم الخميس، عزم بلاده إجراء عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا، في حال ازدياد الخطر تجاه تركيا، مؤكداُ أن تركيا لن تبقى مقيدة.
وبحسب ما رصدته وكالة زيتون الإعلامية، فإن وسائل إعلام تركية، نقلت عن “أوغلو” قوله: إن “بلاده ستضطر إلى إجراء عملية عسكرية جديدة في سوريا، إذا زاد الخطر تجاه تركيا في تلك المنطقة الحدودية”
وأضاف أن التهديد لتركيا يزداد في منطقة عملية نبع السلام وفي مناطق عمليات أخرى، وتابع: إن “بلاده نفذت هذه العمليات من أجل القضاء على التهديد، ولكن إذا ظهر التهديد مرة أخرى، فمن واجبنا أن نتخذ إجراءات ضده”، مشيراً إلى أن الأمريكيين يتفهمون مخاوف تركيا في المنقطة.
وأكد على أن بلاده لا يمكن أن تبقى يديها مقيدة، ولن تنتظر الوقت الذي سيهاجمونها فيه، و”يجب علينا عمل ما يقتضيه الأمر”.
واليوم الخميس، انطلقت أعمال الاجتماع الثالث لمجلس الأمن القومي التركي لهذا العام في المجمع الرئاسي في أنقرة، ومن جملة ما سيناقشه الاجتماع العمليات العسكرية الجديدة العابرة للحدود والأعمال التي يتم تنفيذها في نطاق إنشاء منطقة آمنة على الحدود الجنوبية مع سوريا. وفق ما أكدته وسائل إعلام تركية.
صحيفة يني شفق التركية، قالت إنّ العملية العسكرية الجديدة، التي تعتبر الخامسة، لإنشاء منطقة آمنة في سوريا قد اكتملت.
وأوضحت أنّ الأهداف المحتملة للقوات المسلحة التركية والجيش الوطني السوري تشمل مناطق يحتلها تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي؛ في تل رفعت ومدينة عين العرب وعين عيسى ومنبج.
وأكدت على أن تل رفعت تعد أهم مدينة في العملية المرتقبة، حيث يستخدمها تنظيم “بي كا كا/ ي ب ك” الإرهابي كقاعدة له.
وعن مدينة عين عرب والمناطق الأخرى قالت الصحيفة، إنها “تشكل مصدر عدم استقرار”، إذ أن الهجمات من تلك المناطق على نقاط حدودية تركية، تتكر، كما أن هجماتها تتكرر على مناطق سيطرة الجيش الوطني السوري.
وبحسب التقديرات التركية، تشير الصحيفة إلى وجود أكثر من 3 آلاف مقاتل من تنظيم pkk في مدينة منبج، مع ملاحظة ازدياد أعداهم من وقت لآخر في المرحلة الحالية، مضيفةً أنه “يتواجد في مدينة منبج أحد مراكز تدريب الطائرات من دون طيار التابعة لحزب العمال”.
من جانبه أكد سيف أبو بكر، نائب القائد العام “هيئة ثائرون للتحرير”، أن “الجيش الوطني تأسس ليحرر كل التراب السوري، ويطرد المحتلين الروسي والإيراني الداعمين لعصابة الأسد ويقضي على المشروع الانفصالي الذي يقوده عملاء الـ PKK في سوريا”.
وأضاف أن مشروع المنطقة الآمنة يحقق جزء من أهداف الجيش الوطني السوري، في تحرير مناطق واسعة، ويضمن عودة سالمة لأهلها الذين هجروا بسبب الأعمال الاجرامية.
ماذا عن قسد؟
وكالة هاوار المُقربة من ميليشيا “قسد” قالت إن قصفًا مدفعيًا مصدره فصائل الجيش الوطني استهدف مناطق متفرقة من ريف الرقة الغربي منذ مساء أمس، الأربعاء 25 من أيار، ولا يزال مستمرًا، بحسب وصفها،
معرفات رسمية تابعة لميليشيا “قسد” نشرت بيانات متتالية عن العملية العسكرية التركية المرتقبة في الشمال السوري، إذ بعد أن وصفت التحركات التركية بادئ الأمر “اعتيادية”، قال المتحدث الرسمي باسم، ميليشيا “قسد”، آرام حنا، إنّ “التهديدات التركية الأخيرة جدّية، فهي تترافق مع تصعيدٍ عسكري متكرر شمل خطوط التماس منذ مطلع شهر نيسان الماضي”.
مصادر خاصة لوكالة زيتون، قالت، إن ميليشيا “قسد” نقلت جميع عناصرها، وأسلحتها الثقيلة والخفيفة، من ثلاث مواقع عسكرية تقع على الخطوط الأمامية مع جبهات الجيش الوطني السوري، شمال شرق مدينة عين العرب بريف حلب، إلى قرى وبلدات ريف الرقة الشمالي.
وأكدت المصادر أن الميليشيا نقلت عدة مقرات في مدينة عين العرب، أبرزها المقر الواقع في مركز الغاز السابق غرب المدينة، والمقر الخاص بالأسلحة الثقيلة بالقرب من الغابة، غرب المدينة، والمقر الخاص بمعدات حفر الإنفاق والخنادق القريب من الأراضي الزراعية شمال شرق المدينة.
وأشارت المصادر إلى قيام ميليشيا “قسد” بتجهيز رتل كبير بعد التجمع داخل مرآب الآليات العسكرية الثقيلة وسط المدينة، ومن ثم الانسحاب من مدينة عين العرب وصولاً إلى قرية “خنيز” بالقرب من قرية “تل السمن” شمالي مدينة الرقة.
وأوضحت المصادر أن ميليشيا “قسد” تمركزت بثلاث نقاط في محيط بلدة عين عيسى النقطة الأولى بالقرب من محيط قاعدة الجيش الروسي شمالي قرية “تل السمن”، ومقر مدخل قرية تل السمن الشمالي، ومدرسة قرية “خنيز” شمالي الرقة.
ويوم الثلاثاء 24 أيار، كانت ميليشيا “قسد”، قد عززت نقاطها العسكرية القريبة من خطوط الجبهة مع الجيش الوطني السوري، في محيط بلدة “عين عيسى” بعشرات المجندين قسرياً.
وكانت قد أكدت مصادر خاصة لـ “وكالة زيتون”، وصول 13 سيارة عسكرية مليئة بعناصر ميليشيا قسد من الفرقة 17، إلى نقاط المواجهة مع الجيش الوطني السوري بمحيط قرية “تل السمن” قرب بلدة “عين عيسى” شمالي الرقة.