وكالة زيتون – خاص
كثف نظام الأسد عمليات الاستهداف للأراضي الزراعية في الشمال السوري خلال الفترة الماضية بالتزامن مع موسم الحصاد، الأمر الذي يهدد المزارعين بفقدان محاصيلهم.
وقال المتطوع في الدفاع المدني السوري محمد الرجب في تصريح لوكالة زيتون الإعلامية، إن موسم الحصاد شهد ارتفاعاً ملحوظاً بعدد الحرائق الزراعية، حيث استجابت فرق الإطفاء في الدفاع المدني خلال شهر أيار الماضي لـ 213 حريقاً في عموم مناطق شمال غربي سوريا منها 80 حريقاً في الأراضي المزروعة بالحبوب.
وأوضح الرجب أن يوم الاثنين 30 أيار كان الأكثر حصيلة في الحرائق حيث اندلع 13 حريقاً زراعياً في ريفي حلب وإدلب وهي أعلى حصيلة للحرائق الزراعية تستجيب لها فرق الدفاع المدني خلال شهر أيار المنصرم الذي ارتفعت درجات الحرارة بشكل كبير في أسبوعيه الأخيرين.
وأضاف أن هذه الحرائق أتلفت محاصيل زراعية وخاصة القمح والشعير التي تعد مصدراً رئيسياً للغذاء والإنتاج في الشمال السوري تزامناً مع الخسائر الكبيرة التي لحقت بالمزارعين في معظم المناطق السورية نتيجة تقلص المساحات المزروعة، وانخفاض معدلات الهطولات المطرية هذا العام، وتأثير الحرب التي يشنها نظام الأسد وحليفه الروسي وتدميرهم مقومات الإنتاج الزراعي مما ينعكس بصورة سلبية على الأمن الغذائي.
وشدد على أن قصف قوات النظام وروسيا للمناطق المزروعة يشكل سبباً رئيسياً للحرائق، حيث يستهدف القصف الحقول المزروعة بالحبوب بهدف إحراقها ومنع المدنيين من جني محاصيلهم الزراعية وفرض مزيدٍ من التضييق على حياة المدنيين في المناطق الخارجة عن سيطرته، بالتزامن مع مساعٍ روسية لإيقاف التفويض بإدخال المساعدات الإنسانية الأممية عبر معبر باب الهوى الحدودي، الذي يعد شريان الحياة لأكثر من 4 مليون مدني يعتمدون المساعدات الإنسانية والطبية التي تقدمها الأمم المتحدة.
وتندلع الحرائق في المناطق الزراعية والحراجية لعدة أسباب منها لجوء الأهالي لحرق قسم من محصول القمح لتجهيز مادة الفريكة حيث تنشب النيران في مساحات كبيرة من الحقول الزراعية بسبب عمليات الإحراق بحقول مجاورة خصيصاً في فترات اشتداد سرعة الرياح، كما تعود أسباب الحرائق لعدم مراعاة الأهالي التحذيرات من اندلاعها بعدم رمي أعقاب السجائر بالقرب من الأراضي المزروعة والتأكد من سلامة عوادم السيارات التي قد تكون سبباً بانبعاث شرارة تؤدي إلى الحريق أو إشعال النيران في المناطق الحراجية.
ووضع الدفاع المدني خطة طارئة تهدف إلى الوصول السريع والتنسيق الجيد للاستجابات، للتقليل قدر الإمكان من الخسائر الناجمة عن حرائق المحاصيل، واتخاذ الإجراءات والتدابير العملية والتوعوية للحد من نشوبها، والتعامل السريع معها.
وتوقع الدفاع المدني أن تشهد مناطق الشمال السوري هذا العام صيفاً أشد حرارةً من سابقاته بحسب عدة جهات اختصاصية بمراقبة أحوال الطقس، استناداً إلى متغيرات عوامل الطقس الأساسية المؤثرة في الحرائق، وهي الحرارة والرطوبة والرياح، وتأثيراتها وأثر الجفاف، ما يهدد بمزيد من الحرائق في المناطق الزراعية والحراجية ومزيدٍ من نقصٍ في مقومات العيش الأساسية لمناطق شمال غربي سوريا التي تتميز بالزراعة.
وتشمل خطة الدفاع المدني كافة مناطق شمال غرب سوريا على مستوى مراكز الدفاع المدني، بما يتناسب مع توزع هذه المراكز والمساحات المزروعة في كل منطقة، من جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي حتى جرابلس في ريف حلب الشمالي الشرقي.
وأوضحت المنظمة أنها “أجرت دراسة شاملة بنيت على عمليات مسح جغرافي لتحديد المراكز الأكثر قرباً وتغطية للمساحات المزروعة واعتبارها مراكز استجابة رئيسية، وبناءً على تجارب السنوات السابقة وجمع البيانات اللازمة، تمت دراسة وتقييم احتياج هذه المراكز من معدات ومواد وكوادر وتعزيزها بما يلزم”.
كذلك تم إعداد خطط المؤازرة من المراكز الأخرى عبر تحديد المراكز المؤازرة لكل مركز رئيسي، والطرق الآمنة والسريعة لسلكها أثناء التوجه للمؤازرة، وتعزيز قنوات الاتصال ورفع الجاهزية للاستجابة المباشرة.
وتشير المنظمة إلى أن الخطة لم تقتصر على آلية استجابة فرق الإطفاء، بل تضمنت توعية المجتمع المحلي لما له دور كبير في التقليل من خسائر الحرائق ومساهمته بالحد من نشوبها.
وفي هذا الإطار أجرت المنظمة خلال الشهرين الماضيين تدريباً توعوياً استهدف 400 مدني من مختلف مكونات المجتمع، ضمن خطة مستمرة حتى نهاية موسم الصيف.
وتشمل التدريبات طرق الوقاية بشكل عام من الحرائق والتركيز على حرائق المحاصيل الزراعية، والتصرف الصحيح في حال نشوبها، بالإضافة لتدريب عملي على استخدام الطفايات اليدوية.
وحذر الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، من مجاعة تعدد سوريا، بسبب تراجع الإنتاج الزراعي، وقلة المحاصيل وخسارة قسم كبير من الثروة الحيوانية.
وأكد عضو الهيئة السياسية محمد سلو، في بيان اطلعت عليه وكالة زيتون الإعلامية أن هجمات نظام الأسد وروسيا والميليشيات الإيرانية على المناطق المحررة وحرقها للمحاصيل الزراعية، تسببت في تراجع واردات الثروة الحيوانية والزراعية في البلاد”.
كذلك حذر سلو في بيانه من أن سوريا مهددة بالمجاعة في حال استمرار الأزمة العالمية في المنتجات الزراعية والغذائية التي تسبب بها الغزو الروسي لأوكرانيا.
تجدر الإشارة إلى أن قلة الأمطار لهذا العام وموجات الصقيع التي تعرضت لها منطقة شمال غربي سوريا أثرت بشكل كبير على المحاصيل الزراعية وبشكل خاص القمح، الأمر الذي ينذر بكارثة.