تركيا - غازي عنتاب

باحث يكشف لـ”زيتون” دلالات القصف الإسرائيلي على مطار دمشق الدولي

وكالة زيتون – خاص
قصف الطيران الإسرائيلي يوم أمس الجمعة مطار دمشق الدولي، بعد ثلاثة أيام على هجوم مماثل استهدف مصنعاً لتطوير الأسلحة الإيرانية في محيطه.

وذكر مدير تحرير موقع “صوت العاصمة” أحمد عبيد، في تصريح لوكالة زيتون الإعلامية، أن الطائرات الإسرائيلية شنّت غارتين جويتين، استهدفت في إحداهما المدرج الشمالي لمطار دمشق الدولي، وأخرى استهدفت فيها مستودعاً مؤقتاً لتخزين الأسلحة، مضيفاً أن الهجوم الإسرائيلي أسفر عن إخراج المدرج الشمالي الوحيد في مطار دمشق عن العمل بشكل نهائي، بعد استهداف الجزء المتبقي منه في الخدمة.

وأوضحت مصادر إعلامية أن الغارات استهدفت مستودعاً مؤقتاً في محيط المطار، ما أدى إلى تدميره بالكامل، حيث اشتعلت النيران داخل المستودع واستمرت لأكثر من ساعتين، فيما أعلنت شركة أجنحة الشام الخاصة للطيران، عن تعليق كافة رحلاتها من وإلى مطار دمشق الدولي، لمدّة 24 ساعة.

دلالات القصف الإسرائيلي للمطار

قال الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، في تصريح لوكالة زيتون الإعلامية إن استهداف المطار بحد ذاته ليس له رسالة ذات أهمية، لكن الرسالة تكمن في استهداف المدرج الشمالي والجنوبي للمطار، وهو ما يبعث برسالة إسرائيلية إلى إيران، بأنه لم يعد من المسموح إرسال شحنات الأسلحة عبر مطار دمشق الدولي.

وأضاف أن هذا التهديد العملي سبق إنذار سابق في غارات إسرائيلية في شهر أيار الماضي، حيث كانت هذه الغارات تحذيراً إسرائيلياً من نقل شحنات الأسلحة الإيرانية، لكن إيران لم تصغ إلى هذا التحذير، ما دفع إسرائيل إلى التحرك فعلياً على أرض الواقع وقصف مطار دمشق الدولي وإخراجه عن الخدمة.

وأشار إلى أن إغلاق مطار دمشق الدولي بشكل متكرر له تأثير كبير على نظام الأسد وخاصة على المستوى الاقتصادي، كون المطار هو صلة الوصل بين نظام الأسد وبقية العالم، ما يعني أن إغلاقه سيكون له تبعات اقتصادية واجتماعية وعسكرية.

وفي 13 أيار/ مايو الماضي نفذ الجيش الإسرائيلي هجمات صاروخية استهدفت مواقع لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية في منطقة مصياف بريف حماة الغربي ما أدى إلى مصرع عدة عناصر.

وبحسب إحصائيات وكالة زيتون الإعلامية، فقد نفذت الطائرات الإسرائيلية أكثر من 13 عملية قصف ضد نظام الأسد والميليشيات الإيرانية في سوريا منذ مطلع العام الجاري.

ورجح الباحث في الشأن الإيراني ضياء قدور، أن يكون الهجوم الإسرائيلي الذي وقع في منطقة طرطوس مؤخراً مرتبطاً بزيارة سفينة شحن إيرانية تسمى “أرزين” رست في ميناء طرطوس، حيث تم تفريغ حمولتها، وشوهدت وهي تغادر الميناء.

وأشار قدور في تصريح لوكالة زيتون الإعلامية، أن ‏السفن التي ترسو في ميناء اللاذقية وطرطوس مجملاً ليست سفن شحن تحمل مشتقات نفطية، بل عبارة عن كونتينرات لشحن البضائع المستوردة من إيران، مضيفاً أن ميناء بانياس هو الميناء السوري المخصص تقنياً لتلقي شحنات النفط الإيراني.

وأردف: “‏قبل فترة هبطت طائرتين إيرانيتين في مطار دمشق إحداهما تتبع لشركة فارس قشم، والثانية لشركة كاسبين وهي الطائرة التي كانت تتخفى من الرادار أثناء مسيرها”.

وشدد على أنه ‏في أقل من أسبوع خسر النظام أكثر 8 ضباط دفاع جوي بالإضافة لمهندس متخصص في مجال الدفاع الجوي، يحتمل أنهم جميعاً خاضوا دورات لتحديث وتوظيف منظومات الدفاع الجوي.

و‏قتلت إسرائيل ما لا يقل عن 9 من ضباط الدفاع الجوي في ثلاث ضربات هذا العام، 5 ضباط من حماة (4 من مصياف، 1 من السلمية)، و3 من طرطوس (2 من منطقة بانياس، 1 من الدريكيش)، و1 من حمص.

وقال قدور لوكالة زيتون الإعلامية في وقت سابق: “قبل وقوع ما يصفه نظام الأسد بالحرب الكونية على سوريا، كان جيش النظام المنظم جيداً حينها ضعيف عسكرياً وتقنياً أمام إسرائيل، واليوم ازداد اختلال هذا التوازن بشكل كبير، نتيجة الحرب التي شنها هذا النظام ضد شعبه الأعزل”، ‏موضحاً أن ما يحدث اليوم عبارة عن انتحار تحت شعارات المقاومة الزائفة التي صدع النظام رؤوس السوريين بها طوال عدة عقود من الزمن.

ويعلم النظام جيداً أن أي رد على الغارات الإسرائيلية قد يصحبه ردود أفعال إسرائيلية غاضبة قد تشمل اجتياحات برية لمناطق في الجولان السوري، وضربات مركزة وعنيفة ضد مراكز القيادة والسيطرة، والبنى التحتية والمراكز الاستراتيجية، حتى القصر الرئاسي قد لا يتم استثناءه من قائمة الأهداف.

و‏ما يحدث اليوم هو أن الدفاع الجوي السوري يتعرض لمجزرة حقيقية على يد سلاح الجو الإسرائيلي، وهو ما يهدف لإبقاء المجال الجوي السوري مفتوحاً لحرية العمل الإسرائيلي مستقبلاً، مع مفارقة غريبة أن الحليف الروسي يأحذ دائماً وضعية المتفرج والمندد فقط، و‏لذلك الاحتفاظ بحق الرد من جانب النظام مع تحمل خسائر مادية وبشرية في المستويات الدنيا، سيكون أقل ضرراً من صعود الخسائر لمستويات القيادة العليا، التي قالت في يوم من الأيام (الأسد أو نحرق البلد)، بحسب الباحث.

وتم رصد 28 ضربة عسكرية إسرائيلية واسعة، طالت 57 موقعاً لنظام الأسد والميليشيات الإيرانية العام الماضي، استهدفت فيها حوالي 187 هدفاً.

وتتوزع هذه الأهداف على 11 محافظة في الخريطة السورية، حيث كانت إسرائيل تستهدف أحياناً في ضربة واحدة مواقع وأهدافاً متعددة وفي أكثر من محافظة، وقد تمكنت إسرائيل بهذه الضربات من تدمير معظم المواقع التي استهدفتها.

جاءت دمشق وريفها في مقدمة المناطق التي استهدفتها الضربات الإسرائيلية بواقع 24 موقعاً، تليها منطقة جنوبي سوريا بمحافظاتها القنيطرة ودرعا والسويداء حيث أن مجموع المواقع المُستهدَفة في المحافظات الثلاث بلغ 14 موقعاً.

وتركزت الاستهدافات في وسط سوريا ضِمن محافظة حمص باستهداف 8 مواقع فيها، وتوزعت بقية المواقع على باقي المحافظات وهي دير الزور ثم اللاذقية ثم حلب ثم حماة وطرطوس.

وفي نهاية عام 2021 دخل ميناء اللاذقية الذي يبعد 19 كم فقط عن قاعدة “حميميم” الروسية ضمن المواقع المستهدفة من إسرائيل، حيث جرى استهداف الميناء للمرة الأولى في 7 كانون الأول/ ديسمبر ثم استُهدِف الميناء بشكل أوسع في 28 كانون الأول/ ديسمبر.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا