تركيا - غازي عنتاب

حفار القبور.. الشاهد الجديد لفضح مجازر نظام الأسد

حفار

وكالة زيتون – سياسي

تمكن أحد السوريين المعروف باسم “حفار القبور”، وهو أحد الشهود على مجازر نظام الأسد من الوصول إلى الولايات المتحدة الأمريكية وإدلاء شهادته أمام أعضاء في الكونغرس الأمريكي.

وعمل الشاهد “حفار القبور” قبل الثورة موظفاً إدارياً في بلدية دمشق، ووظيفته أن يشرف على عمليات دفن المدنيين، لكن في عام 2011 أجبرته مخابرات النظام على العمل معها، للتخلص من الجثث التي تأتي من المشافي بعد نقلها من المعتقلات، وقد قال أمام الكونغرس الأمريكي: “كانت ثلاث شاحنات مقطورة تصل مرتين في الأسبوع محملة بما يتراوح بين 300 و600 جثة لضحايا التعذيب والقصف والذبح، بالإضافة إلى أربع شاحنات صغيرة تصل مرتين في الأسبوع تحمل 30 إلى 40 جثة لمدنيين أعدموا في سجن صيدنايا التابع للنظام، وكان يتم التخلص منهم بأبشع الطرق غير الإنسانية”.

وتابع: “أعرف بالضبط المكان الذي تم تكديسهم فيه، في مقابر جماعية ما تزال قيد الحفر حتى اليوم، بحسب تأكيد آخرين ممن عملوا معي سابقاً في المقابر الجماعية وهربوا مؤخراً، لم يعدم مئات الآلاف من المدنيين الأبرياء فحسب، بل الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، تم تجويعهم وتعذيبهم، واغتصابهم وحرقهم وقتلهم بأكثر الطرق سادية التي يمكن للمرء أن يتخيلها”.

وكان من بين القتلى أمريكيون، بمن فيهم صحفيون وعاملون في المجال الإنساني، قائلاً: “لن أنسى أبدا كيف سخرت قوات الأسد وضحكت من أنها عذبت وقتلت ودفنت أمريكيين وأوروبيين أيضاً”.

وأضاف: “عشت مع الموت لمدة 7 سنوات، مع ضباط استخبارات بلا روح، وشهدت أهوالاً لم تغادر ذهني أبداً، في أحد الأيام، ألقت إحدى الشاحنات المقطورات محتوياتها المكونة من عدة مئات من الجثث الميتة في الخندق الذي أمامنا، وبشكل غير متوقع، رأينا جثة تتحرك، كان هناك رجل على وشك الموت يستخدم بشكل يائس آخر احتياطي من طاقته ليشير إلينا أنه بطريقة ما، أنه ما يزال على قيد الحياة”، ويضيف: “قال العمال المدنيون وهم يبكون: علينا أن نتصرف، لكن ضابط المخابرات الذي يشرف علينا أمر سائق الجرافة بدعسه، لا يمكن للسائق أن يتردد وإلا سيكون هو التالي، فاضطر لدعس الرجل في الخندق وقتله، أما الشاب الذي تجرأ وبكى على الضحية فلم نشاهده مرة أخرى”.

وفي سياق الشهادة قال: “ذات مرة، كان عليّ أن أزور مزرعة ضابط مخابرات، وعندما وصلت كان هناك قرابة 10 منهم يأكلون ويشربون، وأمامهم 15 شاباً مكبلي الأيدي ومعصوبي الأعين وعراة على الأرض، أحد ضباط المخابرات أمر جنديا آخر بفك قيود المدنيين والسماح لهم بالرحيل”.

وأردف: “بعد أن أزيلت العصابات عن الأعين وفكت الأصفاد، وكانت عيون الشباب ممتلئة بالارتباك والخوف، سألهم ضابط مخابرات عما ينتظرهم، وأمرهم أن يهربوا، وعندما هموا بالهرب انتزع ضابط آخر بندقيته وقتلهم واحداً تلو الآخر، وعندما انتهى، واصل الضباط أكلهم واحتفالهم وكأن شيئاً لم يكن”.

وفي شهر آذار الماضي استضاف الكونغرس الأمريكي “حفّار القبور”، وذلك للمرة الأولى تزامناً مع الذكرى الـ 11 للثورة السورية وقد أدلى بشهادته حول المقابر الجماعية التي أنشأها نظام الأسد لإخفاء جثث ضحايا التعذيب في السجون والمعتقلات.

وظهر الشاهد لأول مرة في تحقيق نشرته قناة “الجزيرة”، بعنوان “حفار القبور”، يتحدث عن انتهاكات نظام الأسد بحق الإنسانية، عبر ارتكابه جرائم بالمعتقلين، حيث وصل التحقيق الاستقصائي إلى بعض المقابر السرية التي تقع في مقر “الفرقة الرابعة” على بعد 22 كيلومتراً من العاصمة.

المقبرة الثانية تقع في مطار مرج السلطان العسكري وتبعد عن دمشق نحو 30 كيلومتراً، وهو ما أكدته منظمة “سوريون من أجل الحقيقة والعدالة”، وأكد الشاهد أنه دفن جثثاً كانت تأتيه من الفروع الأمنية التابعة للنظام، وقد بدأ عمله في آذار 2011 واستمر فيه حتى تشرين الأول 2018.

وكان مصور منشقّ عن نظام الأسد يُلقب بـ “قيصر” قد سرب مطلع عام 2014 نحو 55 ألف صورة توثق 11 ألف ضحية قضت في معتقلات الأسد، في حين ما يزال مصير عشرات آلاف المعتقلين مجهولاً، وما تزال آلة القمع مستمرة بحصد أرواح المغيبين في مسالخ الأسد البشرية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا