وكالة زيتون – تقرير – خاص
نفذت الجبهة الوطنية للتحرير عملية نوعية ضد قوات الأسد في سهل الغاب بريف حماة الغربي، قبل يومين، ثأراً للشهداء الذين سقطوا خلال صد محاولة تسلل للنظام على جبهة سراقب بريف إدلب الشرقي.
العمليات تأتي في سياق تصعيد تشهده محافظة إدلب، تزامناً مع تصريحات سياسية روسية توحي بعدم الرضا على الوضع الراهن في إدلب.
وأكدت مصادر عسكرية لوكالة زيتون الإعلامية أن جيش النصر في الجبهة الوطنية للتحرير نفذ عملية نوعية ضد قوات الأسد على محور سهل الغاب بريف حماة الغربي، ما أدى لمقتل 6 عناصر.
وأشارت المصادر إلى أن العملية النوعية رداً على تسلل قوات الأسد على جبهة سراقب بريف إدلب الشرقي، وتسببها بقتل 4 مقاتلين.
وكان نائب رئيس مركز المصالحة الروسي أوليغ جورافليف قد قال إنه وبسبب تفاقم الوضع في منطقة خفض التصعيد إدلب ، أعادت وحدات من قوات الأسد تجميع صفوفها في الاتجاهات التي يصدر منها التهديد.
وقال: “بسبب تفاقم الأوضاع في منطقة خفض التصعيد في إدلب وشمال سوريا، فإن وحدات من ميليشيات الأسد تعيد تجميع صفوفها في الاتجاهات المهددة”.
وذكر مبعوث الرئيس الروسي الخاص إلى سوريا ألكسندر لافرينتيف، أنه يتواجد في إدلب 18 ألف “مسلح تابعين للمعارضة السورية”، مضيفاً أن من بينهم نحو 6.5 ألف مسلح ينتمون إلى المعارضة الراديكالية، والباقي من المعتدلين.
وتابع: “في إدلب، من بين 18000 مسلح، يمكن اعتبار حوالي 11500 من المعارضة المعتدلة، ولا يزال هناك 6500 مسلح من المتشددين الذين لا يجوز بقاؤهم في تلك المنطقة”، مشيراً إلى انخفاض كبير في وتيرة ضربات القوات الجوية الروسية على مناطق سيطرة المعارضة، حيث يجري تحسن واستقرار في الوضع.
ويأتي التصعيد بعد أيام من انتهاء الجولة 18 من مؤتمر أستانا، وقال البيان الختامي، ستستمر تركيا وروسيا وإيران في التعاون من أجل القضاء التام على جميع المجموعات التابعة لجبهة النصرة (هيئة تحرير الشام) وتنظيمي القاعدة وداعش في سوريا.
وأوضح أن الأطراف استعرضت الأوضاع في منطقة خفض التصعيد في إدلب بالتفصيل، واتفقت على بذل المزيد من الجهود لضمان التطبيع وتحسين الوضع الإنساني فيها، لافتة إلى ضرورة تسهيل عودة اللاجئين.
وكان المتحدث الرسمي باسم الجبهة الوطنية للتحرير، النقيب ناجي مصطفى، قد قال لوكالة زيتون الإعلامية إن قوات الأسد والميليشيات الطائفية استهدفت نقطة رباط للجبهة الوطنية بقذائف AGC على جبهة سراقب ما أدى إلى وقوع إصابات ومن ثم حدوث اشتباك مباشر مع تلك الميليشيات دام أكثر من ساعة، وتم إخلاء المصابين من الموقع الذي تم استهدافه.
وأضاف مصطفى في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية: ”تم استهداف مواقع قوات الأسد في مدينة سراقب وعلى أطرافها بالقذائف المدفعية والصاروخية من قبل فوج المدفعية والصواريخ في الجبهة الوطنية للتحرير، وإيقاع خسائر في صفوف العدو”.
وتحدث مصطفى عن وجود تحركات عسكرية لقوات الأسد والميليشيات المتواجدة في مدينة سراقب بريف إدلب الشرقي ومحيطها.
وأوضح أن الاشتباكات بين الجبهة الوطنية للتحرير وتلك الميليشيات لم تتوقف، كما أن قصف القرى والبلدات لم يتوقف فقصف المدنيين هو منهجية معتمدة من قبل الاحتلال الروسي.
من جهته يرى الباحث في مركز جسور للدراسات، فراس فحام، أن هذه الخطوات تظهر وجود رغبة روسية بإعادة توجيه الأنظار إلى إدلب مجدداً، والتذكير بأن هذا الملف لا يزال عالقاً وخلافياً بين الأطراف الفاعلة في الملف السوري.
وأضاف فحام في مقال رصدته وكالة زيتون الإعلامية: ”التصريحات الروسية والترتيبات العسكرية تعكس توجهاً روسياً لإعادة التوازن إلى موقفها أمام الجانب التركي في سوريا، عن طريق الفصل بين الملفات وعزل الملف السوري عن الواقع السياسي الذي فرضته الحرب الأوكرانية، والتي أتاحت لأنقرة هامش مناورة جيد في مواجهة روسيا”.
وشدد على أن “موسكو تعمل حالياً على ضبط المباحثات مع تركيا على أسسها الأصلية، التي قامت على التزامات متبادلة بين روسيا وتركيا، تتضمن إبعاد العناصر “الإرهابية” من على الحدود التركية بعمق 32 كيلومتراً، مقابل تقويض سيطرة “التنظيمات الإرهابية” في إدلب وضمان إنشاء ممرات آمنة على جانبي طريق M4″.
يذكر أنه في 10 من حزيران الجاري أطلقت قوات الأسد جنوب إدلب مناورات عسكرية بالذخيرة الحية، تحت إشراف كل من وزير الدفاع في النظام العماد علي محمود عباس وقائد الفرقة 25 المدعوم من روسيا سهيل الحسن، إلى جانب جنرالات في الجيش الروسي حضروا التدريبات، بالتزامن مع التصعيد بإدلب.