وكالة زيتون – تقرير خاص
لا تكاد تنتهي أو تتوقف انتهاكات ميليشيات قسد في المناطق الواقعة تحت سيطرتها في شمال شرقي سوريا، والتي لا تستهدف أبناء المنطقة العرب فقط، وإنما تطال المكون الكردي أيضاً، والذي ينال نصيباً لا بأس به من تلك الجرائم التي تستهدف معظمها الناشطين والسياسيين المناهضين لنظام الأسد.
فقبل أسابيع، حرقت مجموعة تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي “PYD” مقر المجلس الوطني الكردي في مدينة المالكية، ومكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الدرباسية، بعد كسر الأبواب والنوافذ، وإلقاء زجاجات المولوتوف الحارقة داخل المبنيين.
سبق ذلك، قيام عناصر مسلحون من “PYD” بمداهمة مكتب الحزب الديمقراطي الكردستاني في مدينة الحسكة، وقاموا بترهيب المتواجدين في المكتب من أعضاء الحزب والضيوف وإخراجهم منه تحت تهديد السلاح قبل أن يقدموا على حرق المكتب بالكامل بعبوات المولوتوف.
ولم يكتفِ حزب الاتحاد الديموقراطي “PYD” بحرق مكاتب الأحزاب الكردية، بل أساء لرموز الكرد، حيث أحرق عناصر من الميليشيا العلم الكردستاني، في تصرف يمثل دليلاً واضحاً على استهداف ميليشيات قسد للأكراد كغيرهم من مكونات الشعب السوري.
وفي ذات السياق، أقدمت قسد على اعتقال عدد من مدرسي مدينة عامودا بريف الحسكة، منهم طالب أسعد مدرس، ورضوان حسو، وعبد السلام حسو، وبنكين محمد، وجمعة مجدو، وأسامة داري، وحسين نعامة، كما اعتقلت في حملة أخرى عدداً من المدرسين من بينهم: أحمد عباس، ومروان محمد، وعلي الحاج علي، وبشار الفرا، ومحمد عبد الله، ومحمد أحمد الحميد.
وفي وقت سابق، كشفت مصادر إعلامية كردية، قيام المجموعات الأمنية التابعة لـ “PYD” باستدعاء أهالي عناصر البيشمركة والطلب منهم إجبار أبنائهم على ترك صفوف البيشمركة، وتهديدهم بالقتل في حال لم يفعلوا ذلك، وسيتم التعامل معهم بشكل مشابه لعناصر داعش، مؤكدة أن منظمة “جوانن شورشكر” التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي ستقوم بالانتقام منهم وحرق بيوتهم.
ويؤكد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية عبد الله كدو أن “هذه الممارسات الترهيبية والأعمال العدائية تخدم أعداء الشعب الكردي وتضر بقضيته، وتدفع ما تبقى منه إلى المزيد من الهجرة”.
وقال كدو في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية إن “المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية، مطالبين بالقيام بمسؤولياتهم لوضع حد لهذه الأعمال الإجرامية والمنافية لكل القيم الإنسانية والديمقراطية”.
وأضاف: “إن استمرار سلسلة الانتهاكات الواسعة بحق أبناء شعبنا والمجلس الوطني الكردي وأنصاره من قبل مسلحي “PYD” سوف يكون له نتائج كارثية على المنطقة عموماً، ويساهم في هجرة من تبقى من أبناء شعبنا في ظل الارتفاع الجنوني للأسعار وفقدان الأمان وانتشار حالات السرقة وزيادة نسبة الجرائم كنتيجة للفلتان الأمني التي تشهدها المنطقة”.
وأردف: “إن سياسة الترهيب الذي يمارسه “PYD” ضد شعبنا، وحرق مكاتب المجلس الوطني الكُردي وأحزابه تجري أمام أعين التحالف الدولي والولايات المتحدة الأمريكية الداعمة عسكرياً لهذه القوات التي تستخدم العنف ضدنا، ينذر بفتنة بين كافة مكونات المنطقة، وتجرها إلى ما يخطط له حزب العمال الكردستاني، وعليه ندعو الجانب الأمريكي بممارسة الضغط الكافي على قيادة قسد، لإيقاف هذه الانتهاكات”.
كما أكد أن استمرار هذه الانتهاكات مؤشر على استهداف الأرضية التي بنيت عليها المفاوضات الكردية- الكردية، وتضر بإجراءات بناء الثقة، وهو ما تعهد به الجانب الأمريكي وقائد قسد، مشيراً إلى أن هذه الأعمال تأتي بالضد من الجهود الحثيثة التي يبذلها الجانب الأمريكي لاستئناف المفاوضات المتوقفة منذ شهور بين المجلس الوطني الكردي و “PYNK”.
تجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية سعت قبل أشهر لإجراء حوار بين المجلس الوطني الكردي والأحزاب السياسية الكردية مع قسد لتقريب وجهات النظر فيما بينها وإنهاء الخلافات التي تشوب علاقاتها، إلا أن تلك الجهود باءت بالفشل بسبب تعنت حزب الاتحاد الديمقراطي وانتهاكات مسلحيه ضد باقي الأطراف.