وكالة زيتون – تقرير خاص
لا تزال الميليشيات الإيرانية ونظام الأسد جهداً للانتقام محافظة درعا مهد الثورة السورية، إلا ويقوموا به، فلم يكفهم فرض السيطرة على المنطقة وإعادة فرض القبضة الأمنية عليها، وإغراقها بالمخدرات، وكذلك ضرب الأمن والاستقرار فيها من خلال الاغتيالات.
فمنذ توقيع اتفاقية “التسوية” منتصف عام 2018 برعاية روسيا، شنت قوات الأسد والميليشيات الإيرانية عدة حملات عسكرية في المحافظة، كانت أعنفها العام الماضي، حيث تم تنفيذ عملية واسعة استهدفت أحياء درعا البلد، انتهت بتهجير عدد من أبناء المدينة إلى الشمال السوري.
واليوم، وبعد مرور نحو عام على آخر تلك الحملات، تحضر الميليشيات الإيرانية لاستفزاز جديد بهدف توتير الأجواء في المحافظة، وتضييق الخناق بشكل أكبر على أبنائها الذين أكدوا في العديد من المناسبات تمسكهم بالثورة رغم “التسوية”.
وفي إطار تلك التحضيرات، أقدمت المخابرات الجوية التابعة للنظام على اعتقال الطالبة شفاء ياسين أبازيد المنحدرة من درعا البلد، بعد ثلاثة أيام من عودتها إلى سوريا قادمة من لبنان من أجل تقديم امتحانات في جامعة دمشق، فرع درعا.
وقال الناطق باسم “تجمع أحرار حوران” أبو محمود الحوراني إن عناصر من فرع المخابرات الجوية على أحد الحواجز في العاصمة دمشق سلموا الطالبة المذكورة ورقة تطالبها بمراجعة الفرع وذلك عندما كانت في طريق عودتها من لبنان، وبعد توجهها للفرع يوم الخميس الماضي تم اعتقالها.
وأكد الحوراني في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية أن ذوي المعتقلة ووجهاء من محافظة درعا تواصلوا مع ضباط استخبارات في نظام الأسد من أجل إطلاق سراحها، إلا أنه لم يتم الاستجابة لمطالبهم.
وبحسب الحوراني فإن فرع المخابرات الجوية ومن خلفه الميليشيات الإيرانية الداعمة له تمارس انتهاكات عديدة بحق المواطنين، من أجل إثارة الفوضى في درعا، بهدف زيادة نفوذها في المحافظة، وإعادة قبضتها الأمنية عليها، بهدف تنفيذ المشاريع الإيرانية، ونشر التشيع بين الأهالي.
ومن شبه المؤكد أن استمرار المضايقات والانتهاكات بحق الأهالي سيولد غضباً شعبياً كبيراً، وسيدفع شبان المحافظة إلى التحرك ضد النظام مجدداً وربما شن هجمات ضد الحواجز والمفارز الأمنية، للضعط على الأفرع الأمنية لإطلاق سراح المعتقلين، وبالتالي سيجد النظام الذريعة لشن حملة عسكرية جديدة.
كما أنه ليس مستبعداً أن يكون الهجوم الذي وقف في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي الليلة الماضية، مدبراً من قبل الأفرع الأمنية للغاية ذاتها، حيث هاجم مجهولون منزلاً كان يتواجد داخله الأمين السابق لفرع حزب البعث في درعا كمال يحيى العتمة، ما أدى لمقتله مع 4 أشخاص من أقاربه بينهم طفل.
ووفقاً لمصادر محلية فإن مجهولين هاجموا منزل مدير زراعة الصنمين أحمد العتمة، أثناء تواجد كمال العتمة فيه، ما أدى لمقتله مع ثلاثة مدنيين من الموظفين لدى النظام، وهم أحمد إسماعيل العتمة، خالد أحمد العتمة، محمود زكريا العتمة، بالإضافة إلى الطفل زكريا أحمد العتمة.
ويؤكد الحوراني أن عمليات الاغتيال التي تشهدها المحافظة تشارك فيها مجموعات جندها النظام، وأخرى تعمل لصالح إيران، وثالثة من الرافضين لاتفاق التسوية، ومجموعات تتبع لتنظيم داعش أطلقت إيران يدها في المنطقة بعد السيطرة على حوض اليرموك في آب/ أغسطس 2018.