تركيا - غازي عنتاب

هل تنقذ إيران ميليشيا “قسد” من العملية التركية؟

photo_٢٠٢٢-٠٧-٠٤_٢٢-٤٧-٣٥
وكالة زيتون – تقرير خاص
لم تترك ميليشيات قسد باباً إلا وطرقته خلال الأسابيع القليلة الماضية، وذلك بحثاً عن ملجأ آمن لها من العملية العسكرية المرتقبة التي يعتزم الجيشان الوطني السوري والتركي تنفيذها ضدها في ريف حلب.
وبدأت تلك المساعي بالتواصل مع نظام الأسد، حيث طالبه القائد العام للميليشيات مظلوم عبدي بنشر أنظمة دفاع جوي في منطقة شمال شرقي سوريا، والمشاركة بشكل فاعل واستخدام المقاتلات الحربية ضد الجيش التركي والجيش الوطني السوري.
وكذلك عقد الميليشيات العديد من الاجتماعات مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وطلبت منهما الضغط على تركيا وثنيها عن تنفيذ العملية العسكرية المرتقبة، وهو ما أكده الناطق الرسمي باسم وحدات حماية الشعب YPG نوري محمود.
وقال محمود في تصريح لوكالة سبوتنيك الروسية رصدته وكالة زيتون الإعلامية: “نحن على تواصل دائم مع القوات الروسية، والتحالف الدولي، ولدينا تنسيق معهما، وروسيا لها ثقل ودور مهم في سوريا، ونأمل أن تلعب دوراً فعالاً للحفاظ على الاستقرار النسبي حالياً، ومساعدة الشعب السوري، لإيجاد حل يرضي الجميع”.
وكانت إيران من ضمن تلك الأبواب التي طرقتها “قسد”، حيث أكد موقع “المونيتور” الأمريكي أنّ “إيران أرسلت تعزيزات إلى ميليشياتها في نبل والزهراء بريف حلب، القريبتان من منطقة تل رفعت التي تسعى تركيا إلى تحريرها.
وقال الموقع في تقرير رصدته وكالة زيتون الإعلامية إن إمكانية حدوث تصعيد في المواجهة بين تركيا وإيران” في سوريا بات أمراً قائماً، في حال بدأت تركيا عمليتها العسكرية ضد ميليشيات قسد، ويعود السبب في ذلك لكون إيران أكدت معارضتها لتلك العملية، لخشيتها على مناطق نفوذها هناك.
وجاء في تقرير الموقع أن “تركيا وإيران تتجهان إلى مواجهة في سوريا، لأن إيران تحاول ثني تركيا عن أي تدخل جديد في سوريا، بينما تقوم باستعدادات عسكرية على الأرض لحماية مصالحها، وسط الخلاف المتزايد بين الجارتين”.
ورأى الموقع أن “سيطرة تركيا على تل رفعت، قد يُعرِّض قواعد الميليشيات الموالية لإيران في الزهراء ونبل، وكذلك مدينة حلب للخطر، مؤكداً أن “اتصالات روسيا المستمرة مع تركيا بمثابة بوصلة تأمين، لتقليل مخاطر المواجهة بين القوات التركية من جهة، وقوات الأسد وميليشيات إيران من جهة أخرى”.
وفي هذا السياق، يقول الباحث في الشأن السوري محمد السكري إن تركيا باتت تمتلك أوراقاً مهمة على الصعيد الدولي ويجب في المنطق السياسي أن تغير المعادلة في سوريا، ولكن المشكلة الأساسية هي الرغبة التركية في ذلك وبعض الترتيبات مع الجانب الروسي.
وأوضح السكري في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية أن تركيا تركز بشكل أساسي أن تحظى في عملية عسكرية في تل رفعت وهي منطقة نفوذ روسية، على عكس منطقة شرق الفرات الواقعة تحت النفوذ الأمريكي والتي يبدو أن تركيا لا تمتلك القدرة على القيام بعملية عسكرية هناك.
وأشار السكري إلى أن تركيا كسبت مؤخراً على الصعيد الدولي قضية مهمة تتمثل بتدويل قضية أمنها القومي، حيث أصبح المجتمع الدولي أكثر تقبلاً لتحفظات تركيا، موضحاً أن تلك المكاسب من المحتمل أن تساهم في إنتاج عملية عسكرية شرق الفرات.
وبناء على ذلك، فإنه ليس من مصلحة إيران الدخول في مواجهة مع تركيا في سوريا للدفاع عن قسد، خاصة أن الدولتين تتشاركان في مسار أستانا، ومن الممكن أن تتوصلا لتفاهم معين يضمن عدم توسع العملية العسكرية أو القصف ليطال بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية.
ويؤكد هذه الفرضية إجراء وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان زيارة إلى تركيا قبل أيام، حيث بحث مع نظيره مولود جاويش أوغلو موضوع العملية العسكرية المرتقبة في سوريا، وإمكانية حل المخاوف الأمنية عبر الطرق الدبلوماسية.
وفي مؤتمر صحفي عقده في دمشق يوم السبت الماضي، قال عبد اللهيان إنه تحدث إلى المسؤولين الأتراك، خلال زيارته إلى أنقرة قبل أيام، بخصوص التهديدات التركية بشن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا.
وأضاف: “أكدت بأن الحل يكمن في إجراء حوار بين المسؤولين الأمنيين لكل من تركيا ونظام الأسد، ما فهمته من المسؤولين الأتراك أنهم يضعون الحل السياسي كأولوية لحل هذه المخاوف”.
وجدد عبد اللهيان “معارضة بلاده لأي إجراء عسكري وتحت أي مبرر، في سوريا”، مضيفاً: “أعلنا عن استعدادنا التام لتقديم حل سياسي والمساعدة في الوساطة بين سوريا وتركيا، وأننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل الحول دون حدوث عملية عسكرية والتركيز على حل سياسي في هذا الأمر”.
تجدر الإشارة إلى أن مصادر في الجيش الوطني السوري أكدت في وقت سابق لوكالة زيتون الإعلامية أن دخول قوات الأسد والميليشيات الإيرانية إلى مناطق سيطرة قسد في ريف حلب لن يؤثر على العملية العسكرية، خاصة أن منطقة عفرين شهدت تحركاً مشابهاً قبل تحريرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا