وكالة زيتون – حوار صحفي
قبل أيام أكد وفد المعارضة السورية إلى محادثات اللجنة الدستورية، نجاح نظام الأسد بتأجيل الاجتماع المقبل للجنة، وذلك في إطار العرقلة لعمل اللجنة.
وأكد الوفد أن الرئيس المشترك للجنة الدستورية السورية، هادي البحرة، تسلم رسالة رسمية من المبعوث الأممي إلى سوريا، غير بيدرسون، تفيد بتأجيل انعقاد الدورة التاسعة لاجتماعات لجنة الدستورية.
وسبب التأجيل هو إخطار بيدرسون من قبل الرئيس المشترك للجنة الممثلة لنظام الأسد، أن وفده سيكون مستعداً للمشاركة في الدورة التاسعة فقط عندما تتم تلبية ما وصفه بالطلبات المقدمة من الاتحاد الروسي، دون أن يتم ذكرها.
وأكد وفد المعارضة أن التأجيل “يثبت مجدداً انفصالهم الكامل عن واقع المأساة التي يعيشها السوريون، وإمعانهم في التهرب من مستحقات تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 2254 لعام 2015، ويثبت وضعهم المصالح الأجنبية كأولوية على مصالحنا الوطنية السورية”.
وأضاف: “هذه اللجنة شكلت باتفاق على اختصاصاتها والعناصر الأساسية للائحة الداخلية الخاصة بها التي نصّت بشكل واضح على أن تكون بقيادة وملكية سورية وبتيسير من الأمم المتحدة، ونصت بشكل واضح على عمل اللجنة خدمة لمصالح الشعب السوري وحده، بشكل سريع ومتواصل، لتحقيق نتائج وتقدم مستمر بدون تدخل خارجي”.
وقال بيدرسون في بيان اطلعت عليه وكالة زيتون الإعلامية: “نأسف لأن عقد الدورة التاسعة للهيئة الصغيرة للجنة الدستورية التي يقودها ويملكها السوريون، بتسهيل من جانب الأمم المتحدة، في جنيف في الفترة من 25 إلى 29 تموز/ يوليو 2022 لم يعد ممكناً”.
وأضاف: “تم إرسال خطابات إلى أعضاء الهيئة المصغرة لإبلاغهم بذلك، ونؤكد على أهمية قيام جميع الأطراف المعنية في هذا الصراع بحماية العملية السياسية من خلافاتهم في أماكن أخرى من العالم، ويشجعهم على الانخراط في دبلوماسية بناءة حول سوريا”.
تجدر الإشارة إلى أن الجولة الثامنة من محادثات اللجنة الدستورية اختتمت أعمالها مطلع شهر حزيران/ يونيو الماضي، دون تحقيق أي تقدم يذكر، فيما أشار بيدرسون في بيان إلى وجود “بعض الخلافات استمرت خلال الاجتماعات، ولوحظت إمكانية للالتقاء عند نقطة مشتركة في قضايا أخرى”.
وفي تصريح لوكالة زيتون الإعلامية، قال الدبلوماسي والمحلل السياسي الروسي رامي الشاعر، إن انعقاد 8 جولات من محادثات اللجنة الدستورية على مدى عامين دون التوصل إلى أي نتائج، ما هو إلا مماطلة وتسويف من قِبل نظام الأسد وكذلك المعارضة.
واعتبر أن الدستور وهو العقد الاجتماعي بين المواطنين، يحدد القواعد الأساسية لشكل الدولة، وينظم السلطات العامة من حيث الهيكل والاختصاص والعلاقة بين السلطات وحدود هذه السلطات وواجبات وحقوق المواطنين ويضع الضمانات لهم ولبقاء واستدامة وسيادة الدولة ووحدة أراضيها.
وأضاف: “تأجيل انعقاد الجولة التاسعة، بل دعني أقول إن وصولنا إلى الجولة التاسعة في حد ذاته، دون نتائج، سوى السفسطة والمماطلة والتسويف والتلاعب بالألفاظ والمفاهيم القانونية والدستورية، من جانب طرفَي اللجنة من النظام والمعارضة، وأستثني هنا الثلث الثالث، المجتمع المدني، ووصولنا إلى الجولة التاسعة يعني أن النظام من جانب، والمعارضة ينتهيان بالنسبة للشعب السوري، إلا أن الشعب السوري نفسه باقٍ على الرغم من كل المآسي التي يعانيها، والتي يتحمل جزءاً منها كذلك المجتمع الدولي، والولايات المتحدة الأمريكية التي تفرض عقوباتها، لا على النظام، وإنما على الشعب السوري، إلا أن النظام في دمشق وقيادات المعارضة أينما وُجدت هي مَن يتحمل العبء الأكبر”، وفق قوله.
ورأى أن سوريا على موعد مع ظروف جديدة وليست بعيدة، يمكن أن تؤدي إلى حل يُنهي مأساة الشعب السوري بعيداً عن اللجنة الدستورية، التي يعتبر أنها ذهبت إلى الجحيم بعد إفشالها بالمماطلات وإغراقها بالتفاصيل والمصطلحات الدستورية، مضيفاً بالقول: “أنا على يقين أن ظروفاً جديدةً سوف تتوفر، لا أراها بعيدة، يتمكن خلالها الشعب السوري من التوصل إلى الاتفاق على عقد اجتماعي جديد، وعلى دستور يلبي طموحاته في بناء دولة ديمقراطية حديثة، يعيش فيها حياة أفضل، في جو من الحرية والكرامة والتنمية والازدهار دون المساس بالسيادة أو وحدة الأراضي”.
وأردف: “اللجنة الدستورية، فهي، مع استثناء الثلث الثالث كما أسلفت، وأعني المعارضة والنظام، إلى جهنم وبئس المصير، نحن نتحدث عن ثماني جولات خلال سنتين، 24 شهراً يعاني فيها الشعب السوري من الجوع والفقر والمرض، ينام الناس في العراء، ويموت الأطفال ولا أقول يعالجون أو يذهبون إلى المدارس، لم يعد ذلك حتى خياراً، أصبحنا نتحدث عن شعب لا يرغب سوى في البقاء حياً، يعيش الشعب السوري الأبي الباسل العظيم في مثل هذه الظروف، بينما يجتمع هؤلاء لأربعة وعشرين شهراً، في ثماني جولات، ويعجزون عن أداء واجبهم المنزلي في التوصل إلى توافُق على مبادئ دستورية جامعة، توحد هذا الشعب ولا تفرقه، وتجمعه ولا تُشتّته، فعن أي أخلاق أو ضمير يمكن الحديث هنا.. بالطبع يرجو السادة المجتمعون أن تكون هناك جولة تاسعة وعاشرة ومئة وخمسون..”.
وختم: “إن أي تأجيل لإنقاذ الشعب السوري من موته البطيء لا يمكن أن يكون مرتبطاً لا بحرب أوكرانيا ولا بيوم القيامة نفسه، وإنما مرتبط -ودعنا نكون واضحين- بتعنُّت النظام والمعارضة في عدم التوافق على عملية الانتقال السياسي، والتي تم توضيحها تفصيلاً في قرار مجلس الأمن السالف ذكره، رقم 2254، والحل فقط في يد السوريين أنفسهم”.