تركيا - غازي عنتاب

الهجوم التركي الوشيك على “قسد” يفتح شهية الثوار للتقدم بإدلب

IMG_20220719_192020_896
وكالة زيتون – تقرير خاص

كثر الحديث خلال الآونة الأخيرة عن عملية عسكرية ستنفذها الفصائل الثورية ضد قوات الأسد والميليشيات الإيرانية على محاور ريف إدلب، بالتزامن مع العملية التركية المرتقبة ضد ميليشيات قسد شمالي سوريا.

ويعود مصدر تلك الأنباء إلى صفحات وقنوات على تطبيق “تيلغرام” تدار بواسطة الإعلام الرديف التابع لهيئة “تحرير الشام”، وبحسب ما ذكرت صحيفة المدن اللبنانية فإن الأخيرة أجرت مؤخراً مناورات تحاكي معركة هجومية ودفاعية.

وترافقت تلك الأنباء مع مناوشات وقصف متبادل بين الفصائل الثورية وميليشيات الأسد على محاور المنطقة، وبشكل خاص محور معرة موخص والدار الكبيرة وحزارين في جبل الزاوية، وكذلك في كفرنوران وبسرطون ومكلبيس في ريف حلب الغربي.

كما أعلن قائد هيئة تحرير الشام في كلمة خلال لقائه بحكومة الإنقاذ في السادس عشر من شهر تموز/ يوليو الجاري، عن “وجود عمليات تحرير مناطق قريباً”، دون الحديث عن عملية عسكرية أو معركة.

وقال: “واجبنا الأهم هو تحرير كل سوريا، ويجب توزيع هذه المؤسسات التي نراها في هذه البقعة على هذه المناطق؛ فعند تحرير أي منطقة كبيرة، وأنا أرى ذلك قريباً إن شاء الله، تتحرر مناطق كبيرة كحلب أو دمشق أو غيرها؛ يجب أن تكون المؤسسات جاهزة لاستلام زمام الأمور في هذه المناطق فوراً في كل مناحي الحياة”.

وحول إمكانية شن الفصائل الثورية عملية عسكرية ضد قوات الأسد في ريف إدلب، أشار المحلل العسكري العقيد مصطفى فرزات إلى أن المنطقة تخضع لاتفاق تركي روسي، ساهم بتخفيف العنف في المنطقة منذ الهجوم الكبير عام 2019.

وأضاف فرزات في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية، أن تركيا عملت طوال الفترة الماضية على تحييد ملف إدلب عن باقي الملفات الخلافية مع روسيا، لحساسية هذه المنطقة واحتوائها ملايين المدنيين النازحين.

واستبعد محدثنا أن تقدم تركيا الضامنة لفصائل المنطقة على هكذا خطوة أو تعطي الضوء الأخضر للفصائل بتنفيذ عملية هجومية، معللاً ذلك بالقول: “إن أي عمل غير مدروس بشكل جيد ومهيئة له الظروف السياسية والعسكرية قد ينعكس سلباً على المنطقة”.

ومن وجهة نظر محدثنا فإنه في حال حدث الهجوم ولم يكتب له النجاح فإن روسيا لن تكتفي بالدفاع عن مواقع قوات الأسد وستجد ذلك فرصة مناسبة لبدء هجوم بري جديد تقضم به مساحات من المنطقة المحررة تحت ذريعة خرق الفصائل لاتفاق وقف إطلاق النار.

وسيترتب على ذلك موجات نزوح جديدة نحو الحدود السورية التركية، وكذلك مزيداً محاولات الهجرة نحو تركيا، وهو ما لا تريده الأخيرة وتسعى في الوقت الراهن إلى إعادة اللاجئين المتواجدين على أراضيها إلى الشمال السوري، وفقاً لمحدثنا.

في سياق متصل، رفض مصدر عسكري في الجبهة الوطنية للتحرير التعليق على تلك الأنباء من حيث النفي أو التأكيد، واكتفى بالإشارة إلى أن الفصائل الثورية مستعدة لكافة السيناريوهات في المنطقة، بما في ذلك معارك الصد والهجوم.

وأشار المصدر في تصريح خاص لوكالة زيتون الإعلامية إلى أن محاور ريف حلب الغربي وإدلب تشهد بشكل دوري مناوشات واشتباكات بين الفصائل والجيش التركي من جهة، وقوات الأسد والميليشيات الإيرانية من جهة أخرى.

تجدر الإشارة إلى أن محافظة إدلب تخضع لاتفاق وقف إطلاق النار توصل إليه الرئيسان التركي رجب طيب أردوغان، والروسي فلاديمير بوتين، في آذار/ مارس 2020، وذلك بعد هجوم واسع نفذته قوات الأسد في المنطقة، تلاه عملية تركية ضد النظام حملت اسم “درع الربيع”.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا