وكالة زيتون – تقرير خاص
تواصل قوات الأسد إرسال التعزيزات العسكرية إلى محاور ريف حلب الشمالي، بالاتفاق مع ميليشيات قسد التي رفعت مستوى التنسيق مع النظام والميليشيات الإيرانية، بهدف مواجهة العملية العسكرية التركية المرتقبة ضدها.
ومؤخراً، تقول مصادر عسكرية لوكالة “زيتون” الإعلامية، إن نظام الأسد استقدم تعزيزات عسكرية إلى مدينة تل رفعت، حيث دخلت أربعة أرتال إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة ميليشيا قسد والنظام.
وتمركز الرتلان الأول والثاني، المكونين من سيارات نوع “بيك أب” مزودة برشاشات 23 و57، في شمالي مدينة تل رفعت وفي منطقة العلقمية قرب مطار منغ العسكري.
فيما تمركز الرتل الثالث المكون من عناصر مشاة من الفرقة 16، شمال قرية مسقان الواقعة تحت سيطرة النظام، فيما شمل الرتل الرابع 20 عربة عسكرية (دبابات وبي أم بي)، وتمركز جنوبي قرية مسقان بريف حلب.
كذلك أكدت المصادر أن ميليشيات قسد زرعت عدداً كبيراً من الألغام والعبوات الناسفة في مدينة تل رفعت والمنطقة المحيطة بها في ريف حلب الشمالي، وذلك مع الأنباء التي تتحدث عن قرب انطلاق العملية العسكرية التركية ضدها.
اقرأ أيضاً: تصريحات جديدة من أردوغان حول العملية العسكرية في سوريا
في المقابل، تستمر القوات التركية بإرسال التعزيزات العسكرية إلى محاور ريف حلب الشمالي، حيث دخل قبل أيام رتل عسكري ضخم ضم قرابة نحو 80 آلية، عبر الحدود عبر معبر باب السلامة، وتوجه نحو خطوط التماس.
وتؤكد تركيا عزمها على تنفيذ عملية عسكرية جديدة ضد ميليشيات قسد في الشمال السوري، وذكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن العملية ستستهدف مواقع الميليشيات في منبج وتل رفعت بريف حلب.
وحول تأثير تمدد قوات الأسد في ريف حلب على العملية التركية، قالت مصادر عسكرية في الجيش الوطني السوري، إن تمدد النظام في ريف حلب الشمالي لن يؤثر على العملية المرتقبة للجيش الوطني السوري وتركيا بأي شكل من الأشكال.
واعتبرت المصادر في تصريح لوكالة “زيتون” الإعلامية، أن “أكبر دليل على ذلك ما حصل في مدينة عفرين بريف حلب، عندما اقتحمت القوات التركية المدينة دون أن تعر اهتماماً لوجود قوات الأسد فيها ودخولها المدينة بالتنسيق مع ميليشيا قسد”.
وأضافت المصادر أن تحرير المناطق هو رهن الاتفاقيات بين تركيا وروسيا، ولا يمكن لنظام الأسد أن يؤثر في الأمر، مشددة على أن الجيش الوطني يجري التحضيرات اللازمة للعملية القادمة، كما أنه رفع الجاهزية القتالية وأصبح على أتم الاستعداد للعملية.
وفي ذات السياق، رفعت قسد مستوى التنسيق مع الميليشيات الإيرانية، حيث أرسلت الأخيرة تعزيزات إلى ميليشياتها في نبل والزهراء بريف حلب، القريبتان من منطقة تل رفعت التي تسعى تركيا إلى تحريرها.
اقرأ أيضاً: الأمم المتحدة تعلق على مطالب نظام الأسد حول اللجنة الدستورية
ورأى موقع “المونيتور” في تقرير رصدته وكالة “زيتون” الإعلامية، أن إمكانية حدوث تصعيد في المواجهة بين تركيا وإيران في سوريا بات أمراً قائماً، في حال بدأت تركيا عمليتها العسكرية ضد ميليشيات قسد، ويعود السبب في ذلك لكون إيران أكدت معارضتها لتلك العملية، لخشيتها على مناطق نفوذها هناك.
وجاء في تقرير الموقع أن “تركيا وإيران تتجهان إلى مواجهة في سوريا، لأن إيران تحاول ثني تركيا عن أي تدخل جديد في سوريا، بينما تقوم باستعدادات عسكرية على الأرض لحماية مصالحها، وسط الخلاف المتزايد بين الجارتين”.
واعتبر الموقع أن سيطرة تركيا على تل رفعت، قد يُعرِّض قواعد الميليشيات الموالية لإيران في الزهراء ونبل، وكذلك مدينة حلب للخطر، مؤكداً أن اتصالات روسيا المستمرة مع تركيا بمثابة بوصلة تأمين، لتقليل مخاطر المواجهة بين القوات التركية من جهة، وقوات الأسد وميليشيات إيران من جهة أخرى.
ويشير الباحث في الشأن السوري محمد السكري إلى أن تركيا باتت تمتلك أوراقاً مهمة على الصعيد الدولي ويجب في المنطق السياسي أن تغير المعادلة في سوريا، ولكن المشكلة الأساسية هي الرغبة التركية في ذلك وبعض الترتيبات مع الجانب الروسي.
وشدد السكري في تصريح لوكالة “زيتون” الإعلامية، على أن تركيا تركز بشكل أساسي على أن تحظى في عملية عسكرية في تل رفعت وهي منطقة نفوذ روسية، على عكس منطقة شرق الفرات الواقعة تحت النفوذ الأمريكي والتي يبدو أن تركيا لا تمتلك القدرة على القيام بعملية عسكرية هناك.
وعليه فإنه ليس من مصلحة إيران الدخول في مواجهة مع تركيا في سوريا للدفاع عن قسد، خاصة أن الدولتين تتشاركان في مسار أستانا، ومن الممكن أن تتوصلا لتفاهم معين يضمن عدم توسع العملية العسكرية أو القصف ليطال بلدتي نبل والزهراء ذات الأغلبية الشيعية.