تركيا - غازي عنتاب

العمليات العسكرية تعود إلى درعا.. ماذا يريد نظام الأسد؟

العمليات العسكرية تعود إلى درعا.. ماذا يريد نظام الأسد؟
وكالة زيتون – تقرير خاص

شهدت محافظة درعا جنوبي سوريا، خلال الساعات القليلة الماضية، تصعيداً عسكرياً هو الأكبر منذ أشهر، حيث أعادت قوات الأسد استخدام المدافع والدبابات في قصف مدن وبلدات المحافظة.

حيث قصفت قوات الأسد يوم أمس الأربعاء، سهول مدينة طفس بقذائف الهاون والدبابات، ما أدى إلى استشهاد الشاب عصام ناصر الشعبانين، وإصابة ثلاثة مدنيين آخرين بجروح، كما أصيب مدني بقصف على بلدة اليادودة.

وجددت قوات الأسد من قصفها على مدينة طفس بريف درعا الغربي، الليلة الماضية، حيث استهدفت سهول المدينة الجنوبية والغربية، واستمرت بذلك حتى ساعات الفجر، وذلك بهدف حرق المحاصيل الزراعية والإضرار بالأهالي.

ـ أسباب التوتر

قال الناطق الرسمي باسم “تجمع أحرار حوران”، أبو محمود الحوراني، إن رئيس اللجنة الأمنية في محافظة درعا التابع للنظام اللواء مفيد حسن، هدد يوم الأحد الماضي، بتنفيذ عملية عسكرية في عدد من مدن وبلدات محافظة درعا في حال لم يتم تسليم مطلوبين خلال مدة أقصاها 48 ساعة.

وأوضح الحوراني في تصريح خاص لوكالة “زيتون” الإعلامية، أن التهديد جاء خلال اجتماع مع عدد من وجهاء قرى وبلدات طفس واليادودة وجاسم في مدينة درعا، بحضور رئيس فرع الأمن العسكري العميد لؤي العلي، وقائد الفرقة الخامسة اللواء سهيل أيوب، ومحافظ درعا لؤي خريطة.

وبحسب مصدر مطلع فإن الضباط هددوا باقتحام مدينة طفس وبلدة اليادودة غرب درعا ومدينة جاسم ومنطقة درعا البلد وقصفها بالمدفعية والطيران في حال لم تتم الاستجابة لمطالب اللجنة الأمنية وهي تسليم جميع الرافضين للتسوية.

وهدد العميد لؤي العلي رئيس فرع الأمن العسكري الممثلين عن تلك المدن والبلدات بعملية عسكرية “سيكون لها تبعات كثيرة قد تصل لحرمان المزارعين من الوصول إلى أراضيهم وقطف محاصيلهم الزراعية”.

ويشير الحوراني في حديثه إلى أن تلك التهديدات جاءت بعد يومين فقط من اقتحام دورية تابعة لفرع الأمن العسكري يقودها العميد لؤي العلي، بلدة اليادودة غرب درعا، والاشتباك مع مقاتلين سابقين في فصائل الجيش الحر من بينهم إياد جعارة وعبيدة الديري.

ـ تعزيزات عسكرية

أكد الحوراني أن قوات الأسد أرسلت تعزيزات عسكرية إلى محافظة درعا خلال اليومين الماضيين، تمركزت في محيط القرى والبلدات التي وجه رئيس اللجنة الأمنية تهديداً باقتحامها خلال 48 ساعة، إذا لم يتم تسليم المطلوبين، أو إخراجهم من المنطقة.

ونشرت قوات الأسد صباح يوم أمس الأربعاء عناصرها على الطريق الواصل بين درعا ومدينة طفس، بعد إغلاق الطريق بالكامل، وإنشاء ثلاث نقاط عسكرية، مدعومة بالدبابات والأسلحة المتوسطة، وفقاً للحوراني.

إقرأ أيضاً: صهر عائلة الأسد يصف أهل درعا بـ”اعداء الله” ويطالب الانتقام منهم

كذلك وصلت تعزيزات إلى تل السمن القريب من مدينة طفس، وتل أم حوران بين نوى وجاسم، بالإضافة إلى وصول تعزيزات مشابهة تمركزت في الملعب البلدي بدرعا، وعلى الطريق الواصل بين درعا واليادودة.

ـ أهداف إيرانية

خلال الفترة الماضية، انتشرت عدة تقارير تؤكد توسع رقعة انتشار الميليشيات الإيرانية في سوريا عموماً ومنطقة الجنوب على وجه الخصوص، فبحسب صحيفة “الشرق الأوسط”، فإن إيران تمركزت في مستودعات مهين الاستراتيجية شرق حمص بعد انسحاب القوات الروسية منها.

وتشير المعلومات إلى أن روسيا أفسحت المجال أمام توسع الميليشيات الإيرانية في سوريا، بسبب انشغالها في أوكرانيا، ومنع حدوث أي خرق في التقدم العسكري الذي حققه نظام الأسد بدعم روسي طيلة السنوات الماضية.

وفي درعا، تعمل إيران حالياً في اتجاهين بآن واحد، الأول في حال حصلت عمليات اقتحام برية للمناطق الخارجة عن سيطرة الأسد الفعلية تكون قد أكملت سيطرتها على درعا على الأرض، والثاني تكون نشرت المئات من عناصرها على الحدود الأردنية، استباقاً لأي تحرك عسكري ضدها من خارج الحدود، حيث سبق أن تحدث ملك الأردن عن تصاعد تهديد الميليشيات الإيرانية على حدود بلاده.

وتؤكد مصادر محلية أن الميليشيات الإيرانية عززت خلال الفترة القليلة الماضية تواجدها على الحدود السورية الأردنية، وقامت بتوزيع عناصرها على المخافر الحدودية، بلباس جيش الأسد، كما منعت عناصر “التسويات” من التواجد في مناطق انتشارها.

الجدير بالذكر أن هذه التطورات تأتي في وقت تشهد به محافظة السويداء الجارة الشرقية لدرعا، مواجهات بين “حركة الفجر” بقيادة راجي فلحوط المرتبطة بشعبة الأمن العسكري، وبين الفصائل المحلية التي تمكنت من السيطرة على عدد من مقرات الأولى وقتل واعتقال عدد من عناصرها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا