وكالة زيتون – خاص
شهدت المناطق المحررة في الشمال السوري مساء يوم الخميس مظاهرات حاشدة، رفضاً لتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول التصالح بين المعارضة السورية ونظام الأسد.
وقالت مصادر محلية لوكالة زيتون الإعلامية أن المظاهرات شملت عشرات المدن في إدلب وحلب، وفي منطقة عمليات نبع السلام شرق الفرات.
وأعرب المتظاهرون عن رفضهم لتصريحات وزير الخارجية التركي، وطالبوا الجيش الوطني السوري بفتح الجبهات مع نظام الأسد.
وعلق العشرات من قادة الجيش الوطني السوري على تصريحات جاويش أوغلو، مؤكدين على رفضها، والتمسك بأهداف الثورة السورية.
وقال القيادي في هيئة ثائرون للتحرير مصطفى سيجري “بعبارة واحدة، لا مصالحة مع الأسد، نحن هنا في أرضنا، بين أهلنا وشعبنا، سلاحنا عرضنا، عزنا ومجدنا، بنادقنا بأيدينا، خنادقنا مقابرنا، وليس هناك من هو قادر على أن يجبرنا على شيء”.
وأضاف “لا مصالحة مع النظام، لا مصالحة مع القتلة، نطمئن أهلنا وشعبنا، كنا ومازلنا وسنبقى، ثوار لا معارضة”.
وقال قائد حركة التحرير والبناء في الجيش الوطني العقيد حسين الحمادي، إن الثورة السورية لم تكن ثورة مرتبطة بالمواقف الدولية حتى يستسلم أهلها، بل هي ثورة من أجل استعادة حق السوريين التاريخي في إدارة سوريا، ولن يوقفنا أي اتفاق من انتزاع هذا الحق لأهلنا الذين ضحوا بكل غالٍ من أجل نصرة ثورتنا.
بدوره قال “حسام ياسين” قائد الفيلق الثالث: “نقف إلى جانب شعبنا السوري الحرّ في رفض أيّ مصالحة مع نظام الأسد الإجرامي، ونعتقد أنّ الحلّ الجذري للمأساة في سوريا ينطلق من التطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن 2254 وبيان جنيف، لتحقيق الانتقال السياسي الذي يضمن العودة الكريمة الآمنة لكلّ السوريين بعد إزالة كافّة رؤوس الإجرام”.
وغرد نائب قائد حركة التحرير والبناء في الجيش الوطني السوري أبو حاتم شقرا بالقول: “لا نصالح ولن نرضى أن نضع ثورتنا، ثورة الكرامة التي استمرت على مسافة مليون شهيد، بأي كفة دولية لا تساوي ثمن هذه الدماء، بل إنّ استمرار الثورة مرهون بحجم تضحيات السوريين”.
وأما مدير التوجيه المعنوي في الجيش الوطني حسن الدغيم، فقد قال “نصالح عندما يعود غياث مطر حياً، نصالح عندما يعود مشعل تمو حياً، نصالح عندنا يعود جلال بايرلي حياً، نصالح عندما تسقط القرداحة وتحيا دمشق، نصالح، عندما يحيا حمزة الخطيب ويلعن عاطف نجيب، نصالح عندما تحيا سوريا ويسقط بشار الأسد”.
فيما قال القائد العام في هيئة ثائرون للتحرير فهيم عيسى إن بشار الأسد رأس الإرهاب في سوريا ومصدره، لا مصالحة مع الأسد، لا مصالحة مع الإرهاب والقتلة.
وأضاف أنه لا مكان للأسد أو النظام في مستقبل سوريا، ولا بارك الله فينا إن بقي الأسد، لن نخون دماء شهدائنا ولن نخون الثورة والبلد.
وأكد قائد فرقة الحمزة سيف أبو بكر، أنه لا شأن لنا في موازين السياسة وتقلباتها، لا كلمة لنا إلا ما صدحنا به من أول يوم في ثورتنا لن نركع ولن نصالح المجرمين لن نجالس قتلة الأبرياء لن نتنازل عن حقوقنا في الحرية والكرامة.
وشدد على أن بشار هو رأس الإرهاب الكبير ومنبع للتنظيمات الأخرى.
وذكر رئيس أركان هيئة ثائرون للتحرير المعتصم عباس أنه ليس بيننا وبين الأسد خلاف سياسي ولا صراع على السلطة، بيننا وبينه دماء وأشلاء، ثورة شعب وكرامة وإباء، لم نقدم مليون شهيد لمصالحته بل لاقتلاعه من جذوره.
وأشار إلى أنه لا مصالحة مع الأسد، لا مصالحة مع الإرهاب.
من جهته قال القائد السابق للفيلق الثالث أبو أحمد نور: “نعم قد نصالح، إذا حضر الصلح غياث مطر ووافق عليه حمزة الخطيب ووقع عليه حجي مارع، إذا خرج الغارقون من البحار، إذا عادت المدن المدمرة شامخةً كما كانت قبل براميل بشار، إذا وافقت أمهات الشهداء واندملت جراحات المصابين وزالت الخيام ونسي المعتقلون ليالي البؤس، وقتها قد نصالح”.
وقال وزير الدفاع في الحكومة السورية المؤقتة العقيد الطيار حسن الحمادة “عند أول صيحة الشعب يريد إسقاط النظام، هي نقطة اللاعودة للوراء، انتهى”.
بدورها قالت إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني السوري، إن نظام الأسد المجرم خطر على الشعب السوري والتركي والمنطقة، وهو مخلب إيران، وذيل روسيا، وراعي الإرهاب الداعشي والقسدي.
وأوضحت أن مسؤولية الجيش الوطني التصدي لهذا النظام المجرم بالوسائل المشروعة كافة إلى حين خضوعه لإرادة الثورة وقرارات المجتمع الدولي في تشكيل هيئة حكم كاملة الصلاحيات لا مكان فيها للنظام الأسد المجرم وأركانه ورموزه خونة الشعب والوطن.
وشددت على أن المصالحة مع نظام الإجرام والإرهاب والطائفية عدا عن أنه خيانة فهو تدمير للمنطقة وتسليمها للفوضى والتكفير والخراب.
وفي الوقت نفسه قام محتجون باعتراض رتل عسكري للجيش التركي على طريق قرية كفرجنة في منطقة عفرين بريف حلب الشمالي تعبيراً عن استيائهم من تصريحات وزير الخارجية التركي.
واستهدف مقاتلون محليون من مدينة إعزاز بالأسلحة الثقيلة مواقع مشتركة بين قوات الأسد وميليشيا قسد في قرى العلقمية ومنغ ومرعناز بريف حلب الشمالي رداً على تصريحات وزير الخارجية التركي الداعية لمصالحة المعارضة مع نظام الأسد.
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد أكد اللقاء بوزير خارجية نظام الأسد فيصل المقداد في العاصمة الصربية بلغراد.
وقال جاويش أوغلو: “أجريت محادثة قصيرة مع وزير الخارجية السوري في اجتماع دول عدم الانحياز ببلغراد”.
وأردف: “علينا أن نصالح المعارضة والنظام في سوريا بطريقة ما وإلا فلن يكون هناك سلام دائم”.
واعتبر أن الاتصال بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان وبشار الأسد غير وارد حالياً.
وختم: “يجب أن تكون هناك إدارة قوية لمنع انقسام سوريا، والإرادة التي يمكنها السيطرة على كل أراضي البلاد لا تقوم إلا من خلال وحدة الصف”.