وكالة زيتون – تقرير خاص
في السابع من شهر أيلول/ سبتمبر الجاري، دقت وزارة الصحة في الحكومة السورية المؤقتة ناقوس الخطر، بتحذيرها من وصول مرض الكوليرا إلى منطقة شمال غربي سوريا، بعد تسجيل حالات وفيات في مناطق الشمال الشرقي الواقعة خارج المناطق المحررة.
حيث تبين من خلال عملية الترصد الوبائي وقوع العديد من حالات الإسهال الحاد الشديدة في المنطقة. وبعد إجراء الفحص المخبري تم إثبات الكوليرا كعامل مسبب لأولى الحالات فيما لا تزال الحالات المشتبهة الأخرى بحاجة للتحقق.
كما دعا فريق منسقو الاستجابة المدنيين في شمال غربي سوريا، وتحديداً في المخيمات المنتشرة في المنطقة إلى توخي الحذر الشديد فيما يتعلق بمرض الكوليرا وخاصةً بعد تسجيل عشرات الإصابات والعديد من الوفيات في مناطق مختلفة من سوريا.
وحتى الآن لم يتم الإعلان أو تسجيل أي حالة في شمال غربي سوريا، إلا أن الوضع في المنطقة مهيأ بشكل خاص لانتشار المرض، الذي إن تفشى سيكون كاسحاً، وخاصةً القاطنين في المخيمات الذين تتعرض حالتهم الصحية للخطر أصلاً بسبب نقص الغذاء والمياه النظيفة التي تعاني منها مئات المخيمات.
وعلى الرغم من صعوبة التأكد من إمكانية حدوث مزيد من التفشي لهذا المرض، إلا أن الحكومة المؤقتة دعت للاستعداد لأي طارئ وخاصة في ظل الظروف الصعبة للقطاع الصحي ونقص الموارد وصعوبة الواقع المعيشي للسكان.
ولمنع تفشي هذا المرض دعت وزارة الصحة العاملين في القطاع الصحي في الشمال السوري من منظمات وعمال صحيين إلى إبلاغ نظام الترصد الوبائي EWARN بالحالات المشتبهة في المنشآت والمجتمع وتقديم تسهيلات التحقق.
وطلبت الوزارة تكثيف جهود التثقيف الصحي وحملات التوعية المجتمعية لأجل الممارسات السليمة الخاصة بالنظافة وطرح الفضلات، والتنسيق مع خطة الإستجابة لمنظمة الصحة العالمية وفريق EWARN والشركاء المتدخلين في الإستجابة.
كما طالبت بالاستعداد للاستجابة في المنشآت الصحية من خلال توفير السوائل (محلول ORS والسيرومات الوريدية) وتدريب الكوادر على عمليات تصنيف وعزل المرضى وتقديم العناية وفق المعايير العلمية، ومراقبة مصادر مياه الشرب ومعالجة الملوثات المحتملة، وتحسين أنظمة الصرف الصحي وزيادة واردات المياه النظيفة من قبل الشركاء المتدخلين في هذا القطاع.
ما هو الكوليرا؟
يعتبر الكوليرا مرضاً إنتانياً مهدداً للصحة، ويتميز بأعراض الإسهال المائي الشديد والتقيؤ المعدي ونقص السوائل وقد يؤدي إلى الوفاة في غضون ساعات في بعض الحالات الشديدة.
ويمكن للمرض أن ينتقل عبر الطعام والشراب الملوثين بفضلات البشر المخموجة بجرثوم الكوليرا، كما أن هناك العديد من العوامل المسؤولة عن انتشار المرض كتلوث موارد مياه الشرب بمصادر الصرف الصحي، تناول الطعام المكشوف أو المعد تحت ظروف غير صحية، طرح الفضلات في الأماكن المكشوفة القريبة من السكان، وكذلك عدم الاهتمام بالنظافة الشخصية.
وحول أسباب هذا المرض يقول الدكتور محمد مندو، إن هناك عدة أسباب لدخول كتيريا الضمة الكوليرية إلى جسم الإنسان، أولها إمدادات المياه، والأطعمة والمشروبات الملوثة، والخضار المسقية بمياه تحتوي على فضلات بشرية.
ويشير مندو في تصريح خاص لوكالة “زيتون” الإعلامية، إلى أن الكوليرا يزدهر في المواقف التي يصعب فيها الحفاظ على البيئة الصحية بما في ذلك إمدادات المياه الآمنة والنظيفة، مؤكداً أن مثل هذه الظروف شائعة في مخيمات النازحين والمناطق التي تأثرت في العمليات العسكرية وفقدت بنيتها التحتية.
وأكد محدثنا أنه في حال ثبوت الإصابة بهذا المرض، فإنه من الضروري البدء بالعلاج الفوري، لأن الإهمال قد يؤدي إلى الوفاة، موضحاً أنه يجب البدء بمعالجة الجفاف تعويض السوائل، و تناول بعض المضادات الحيوية التي يمكن أن تقلل من الإسهال المرتبط بالكوليرا وتقصير مدة استمراره في الجسم.
نصائح للوقاية من الكوليرا
1- عدم التهاون بحالات الإسهال وطلب المعالجة والإبلاغ في أقرب مشفى أو مركز صحي.
2- استخدام مياه صالحة للشرب وفي حال عدم توفرها غلي الماء لمدة دقيقتين ثم تبريده قبل الشرب وحفظه في أواني نظيفة.
3- الاهتمام بالنظافة الشخصية وعلى وجه الخصوص غسل اليدين بعد استخدام المرحاض وقبل تحضير وتناول الطعام.
4- تجنب تناول الأطعمة المعرضة لخطر التلوث وغسل الخضار والفواكه بشكل جيد قبل تناولها والطهي الجيد للطعام.
5- قضاء الحاجة في الأماكن المخصصة والانتباه لعدم طرح الفضلات في الأماكن القريبة من السكان.
6- التخلص من الفضلات بشكل جيد والحفاظ على نظافة المراحيض والمغاسل.