تركيا - غازي عنتاب

هل الائتلاف الوطني السوري ضعيف أم تتعمد تركيا إضعافه؟

4444444444444
وكالة زيتون – مقال رأي

دعمت تركيا مؤسسات المعارضة السورية منذ بداية الحراك السلمي في بداية عام 2011، ورعت غالبية المؤتمرات والاجتماعات التي نظمت من خلالها المؤسسات السياسية والعسكرية والخدمية، وقدمت لقادة المعارضة كافة التسهيلات اللازمة ليكونوا بأفضل حال وممثلين حقيقيين للشعب السوري في المحافل الدولية.

حجم الاهتمام الذي تلقاه المعارضون السوريون في تركيا، كان على مستوى رئاسي وعالي في الأوساط الرسمية التركية في بداية الحراك الثوري، وبدأ ينخفض بسبب انخفاض أداء المعارضة وخلافاتها الداخلية التي لم تنتهي حتى الآن، الأمر الذي أصبح يزعج المسؤولين الأتراك.

ضعف أداء مؤسسات المعارضة شكل وجهة نظر لدى الكثير من السوريين أن تركيا تريد هذا الضعف وتستثمر فيه، ولكن إذا أردنا تقييم الواقع بشكل صحيح نجد أن الضعف الأساسي هو من الشخصيات التي تصدرت المشهد السوري، لأن تركيا تعتمد على الائتلاف الوطني السوري كحليف أساسي وممثل للشعب السوري، وتدعم توجهاته وتسعى ليكون بقوة كافية وذو مكانة شعبية واسعة واحترام جماهيري، يفرض على المجتمع الدولي تقبله كبديل عن نظام الأسد.

خلال السنوات السابقة تعاقب على رئاسة الائتلاف الوطني العديد من الشخصيات بتنوع توجهاتهم السياسية ومكانتهم الاجتماعية، وآخرهم الشيخ سالم المسلط الذي ينتمي إلى مكون عشائري كبير يشكل جزءاً كبيراً من المجتمع السوري، وشغل سابقاً منصب الأمين العام لمجلس القبائل والعشائر السورية، ولديه مكانة كبيرة بين السوريين، ويتمتع بمكانة في الأوساط العربية، وحمل خطة إصلاحية واسعة هدفها النهوض بأداء المؤسسة سياسياً وشعبياً، هذا ما دفع أجهزة الدولة التركية لتقديم كل الدعم له ولفريقه على أمل أن تكون ولايته مزدهرة بالنتائج التي ترضي السوريين.

وعد الفريق الرئاسي للائتلاف بقيادة الشيخ سالم المسلط بإنجاز ملفات مهمة على رأسها تحسين العلاقة مع الحاضنة الشعبية، وتحسين صورة الائتلاف في الأوساط السورية، ويكون ارتباطه مع الداخل ارتباطاً كلياً، وأيضاً تحسين العلاقات في الأوساط العربية بشكل خاص وفي الأوساط الدولية بشكل عام، بالإضافة إلى النقطة المهمة التي تلبي تطلعات السوريين والحليف التركي بشكل متوازٍ، وهي الإصلاح الداخلي لمؤسسة الائتلاف عبر إنعاش مكاتبه ولجانه بالأكاديميين والخبرات العلمية، وإضافة شخصيات لها مكانتها الشعبية تدعم رصيد المؤسسة.

لكن مع الأسف كل ذلك لم يطبق حتى الآن، وجميع الخطوات التي اتخذت خلال الفترة الماضية لم تكتمل، ومن المتوقع أن تنتهي الولاية الحالية ولا يتم إنجازها.

حتى الآن ما زال رصيد الائتلاف الشعبي بأدنى مستوياته، وعلاقاته الدولية لم تتطور، وبيته الداخلي لم ينظم، بالإضافة إلى تخبط واسع وخلافات بين أعضائه، وهذا ما يزعج السوريين والحليف التركي.

وبالعودة إلى نقطة البداية، مشكلة الائتلاف الوطني لا تتجسد بحلفائه ولا بالمجتمع الدولي، إنما بالأشخاص الموجودين فيه، والذين جزء منهم غير معروفين من قبل السوريين وليس لديهم أدنى رصيد شعبي ولا حتى مكانة دولية، وإن لم يتم الأخذ بعين الاعتبار الأسباب الرئيسية لضعف الأداء، فلا يجب علينا أن نرمي اللوم فقط على حلفائنا، إذ لا بد أن نصلح أنفسنا وندعم مكانتنا أولاً، وبعدها نطالب الآخرين بدعمنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقا