وكالة زيتون – التقرير اليومي
أعلن “الجيش الوطني” السيطرة على مدينة تل أبيض في ريف الرقة الشمالي، ضمن عملية “نبع السلام” التي أطلقتها تركيا والجيش الوطني ضد “ميليشيا “قسد”.
وأكد المتحدث الرسمي باسم “الجيش الوطني”، يوسف حمود”، الأحد 13 من تشرين الأول، السيطرة على المدينة بعد التقدم باتجاهها.
وتقدم الجيش الوطني السوري، المدعوم من القوات التركية، في إطار عملية “نبع السلام” ضد ميليشيا “قسد” شرق الفرات بسوريا، المستمرة لليوم الخامس على التوالي.
وسيطرت فصائل الجيش الوطني على بلدة سلوك وقرية الشركاك بريف الرقة الشمالي، وبذلك قطعت كل طرق الإمداد لميليشيا “قسد” من شرق مدينة تل أبيض.
وفي منطقة رأس العين، سيطر الجيش الوطني على قرى “تل الجنب والصالحية ووضحة والسعدون والتويجيل”، كما سيطر على محطة الكهرباء على الطريق الدولي بين الحسكة وحلب المعروفة بمحطة “حوش الكهرباء المبروكة”.
وفي سياق متصل, تناقلت مواقع صحافية مقربة من نظام الأسد ، تصريحات لنائب ما يعرف بإقليم الفرات، محمد شاهين، قال فيها إن قوات الاسد تستعد لدخول مدينتي منبج وعين عرب خلال اليومين القادمين، بعد الاتفاق مع نظام الاسد.
وسيكون على قوات الأسد، حال تم هذا الاتفاق، الدخول من بلدة صرين ، شرق نهر الفرات ، والتوجه الى منبج غربا عبر النهر ، وكذلك شمالا إلى كوباني .
ورغم عدم وجود تأكيدات او تصريحات رسمية من ميليشيا “قسد” أو من نظام الأسد، حول هذا التقدم لقوات الاسد، أو حول الاتفاق، إلا أن حصول هذا التقارب بين دمشق والأكراد كان متوقعا بعد العملية التركية، وقد دعا وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف قبل يومين إلى تفعيل اتفاقية أضنة بين دمشق وأنقرة، وأعلن أن طهران تفضل دخول قوات النظام السوري للحدود الشمالية مع تركيا، على استمرار العملية التركية.
وكان مظلوم عبدي قائد ميليشيا”قسد”، قد صرح مؤخرا، لقناة “سي إن إن “الأمريكية، بأنه يريد من الأمريكيين ردا حول قدرتهم على حماية الأكراد شمال سوريا، وإلا “فأنه بحاجة لعقد صفقة مع روسيا ونظام الاسد ودعوة طائراتهم لحماية هذه المناطق “.كما أن وزير الدفاع الأمريكي، قال اليوم، إن “واشنطن تعتقد أن الأكراد على وشك إبرام اتفاق مع جيش الأسد وروسيا للتصدي لتركيا”.
وفي تطورات الساعة الأخيرة
قالت مصادر ميدانية مؤكدة لوكالة زيتون الإعلامية إن عناصر من قوات الأسد دخلوا إلى قرى وريدة والجاموسية والفارات شمال غربي منبج بمساعدة ميليشيا “قسد” لفترة وحيزة ومن ثم خرجوا وعادوا إلى ثانوية بلدة العريمة بعد وصول دورية أمريكية إلى المنطقة.
وعلى الصعيد السياسي ,أكد وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو أنّ بلاده ترفض التفاوض مع إرهابيي “ب ي د/بي كا كا” في ردٍ على التلويح الأمريكي بتقديم مقترح للوساطة.
وجاءت كلمة تشاووش أوغلو في لقاء مع موقع “دويتشه فيله” الألماني الناطق بالتركية، حول عملية قوات بلاده شمالي سوريا ضد التنظيمات الإرهابية.
وقال تشاووش أوغلو، السبت، إن عملية نبع السلام تمس الأمن القومي لبلاده مشددا “لو كنا نخشى العقوبات الاقتصادية لما أطلقنا هذه العملية”.
وردا على سؤال يتعلق بالتهديدات الأمريكية بفرض عقوبات اقتصادية على أنقرة لإطلاق العملية العسكرية، قال تشاووش أوغلو “قبل كل شيء رأينا سابقا أنه لا يمكن التوصل إلى نتيجة عبر فرض العقوبات”.
وأضاف “الولايات المتحدة سبق لها وأن فرضت عقوبات على وزيري الداخلية والعدل التركيين، ونحن رددنا على تلك العقوبات بالمثل، أي أن تركيا سترد من مبدأ المعاملة بالمثل تجاه أي إجراء سلبي تجاهها”.
وأكد الوزير التركي أن بلاده تكافح الإرهاب، وضرورة عدم دعم الولايات المتحدة لتنظيم “ي ب ك/ بي كا كا” الإرهابي، وقال إنه “ما من دولة تمتلك قوة تدمير اقتصاد تركيا”.
ودعا الولايات المتحدة إلى حل القضايا العالقة بين البلدين عبر الإيفاء بوعودها بدلا من إلقاء تهديدات بفرض العقوبات.
وأوضح هنالك العديد من القضايا التي تحتاج إلى حل كالإرهاب، وسلامة سوريا ووحدة أراضيها، والحل السياسي في هذا البلد، واستقرار المنطقة، وعودة المهاجرين إلى مناطقهم.
وشدّد الوزير التركي أن بلاده لن تتفاوض مع الإرهابيين، ورفض تركيا لأي مقترح أمريكي محتمل في هذا الإطار.
وقال في هذا الشأن “نحن لا نتفاوض مع الإرهابيين، والشيء الوحيد الذي ينبغي فعله هو إلقاء الإرهابيين للسلاح”.
ولفت تشاووش أوغلو إلى وجود عناصر محتجزين من تنظيم “داعش” الإرهابي في منطقة درع الفرات، وأن الدولة التركية تسعى لإعادة هؤلاء العناصر إلى بلدانهم.
وحذر مستشار الرئيس التركي، ياسين أقطاي، في تصريح خاص لـ وكالة سبوتنيك، قوات الأسد من الدخول إلى مناطق سيطرة ميليشيا”قسد”.
وقال “أقطاي” إن “جيش الأسد، الذي لم يتمكن حتى الآن من محاربة التنظيم الإرهابي (وحدات حماية الشعب) الذي يسعى إلى تقسيم الأراضي السورية وبناء دولة منفصلة، يستعد لمحاربة الجيش التركي، وإن كان قادراً على ذلك فليتفضل”.
ولفت أقطاي إلى احتمال اندلاع اشتباكات بين الجيشين السوري والتركي مضيفا، “إذا حاول جيش الأسد مقاومة ما تفعله تركيا شمال شرق سوريا والوقوف أمامه، فمن الممكن أن تندلع اشتباكات بين الجيشين”.
وتابع متسائلا، “إذا كان جيش الاسد يستطيع تحقيق الأمن والأمان في شمال شرق سوريا فلماذا انتظر حتى الآن؟ لماذا يحاولون الدخول إلى شمال شرق سوريا بعد دخول الجيش التركي إليها؟!”.
واستطرد قائلا، “ليس لدى الجيش السوري القوة، كما ليس لديه ما يفعله في شمال شرق سوريا، فإذا دخلوا شمال شرق سوريا من سيحاربون هناك؟ هل سيقاومون ضد القوات الأميركية أم ضد كيان حزب العمال الكردستاني/وحدات حماية الشعب؟ أم ضد تركيا؟ عليهم التفكير قبل التوجه إلى المنطقة وتعقيد الأمور هناك”.
وفيما يتعلق بالأنباء اتفاق ميليشيا”قسد” مع نظام الاسد لتسليم بعض المناطق، منها عين العرب ومنبج، لجيش الأسد قال أقطاي، “إذا كانت هذه الأنباء صحيحة، فهذا يعني تعاون نظام الأسد مع ميليشيا”قسد” وغض الطرف عنهم” مضيفاً، “هذا يعتبر مؤشر عداوة ضد تركيا”.
وتابع أقطاي، “إن تركيا لن تقبل بوجود وحدات حماية الشعب وحزب العمال الكردستاني في شمال شرق سوريا ومدينة منبج، لأن هذه التنظيمات ترسخ وجودها في المنطقة بدعم الولايات المتحدة الأميركية، وبالتالي نحن نريد أن نعرف أبعاد التضامن فيما بينهم وإلى أي مدى سيصل”.